كشف وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد اجاي عن ضراوة المقاومة التي يبديها القائمون على الفساد في مواجهة الحرب التي أعلنتها الحكومة على الظاهرة، حيث وصف هذه المقاومة بالمستميت و على جميع الجبهات كما يستخدمون فيها كل الأسلحة غير الشرعية من مال حرام وتزوير وقلب للحقائق وخلط للأوراق.
وقال الوزير خلال افتتاحه الجمعة للأنشطة المخلدة لليوم العالمي لمكافحة الرشوة الذي تخلده المنظومة الدولية 9 ديسمبر تحت شعار (متحدون ضد الفساد من أجل التنمية والسلام والأمن):"و لئن كان تخليد هذا اليوم مناسبة لكل دولة لاستعراض ما حققته في مجال الشفافية ومحاربة الفساد فانه يكتسي أهمية خاصة ببلادنا بالنظر للأضرار البالغة التي ألحقها استشراء هذه الآفة فيها حيث تم تبديد ثرواتها و استبيحت مواردها وقوضت هيبتها و أفسدت قيمها" هذه الوضعية ــــ يقول الوزير ـــ " هي التي حدت بفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز إلى إن يقود في لحمة رائعة مع الشعب الموريتاني نهجا إصلاحيا وقف بصفة صارمة في وجه الفساد و لوبياته و ذلك ضمن رؤية شاملة لموريتانيا عصرية مستقرة ومزدهرة و قوية" .
وأوضح الوزير أن سمات هذا النهج كانت الاستخدام الرشيد للموارد، و مجابهة الهدر و التسيب و الإرتجالية ومحاربة سوء التسيير والاختلاس والرشوة و الإفلات من العقاب، وعقلنة السياسات الاقتصادية وتنمية حقوق الإنسان داخل مجتمع متفتح ،كل ذلك ضمن إطار مؤسسي عادل و نزيه يحمي و يشجع المبادرة الفردية و يحرص على أن يجعل من بلادنا نموذجا للاستقرار و الامن و حسن التدبير و الشفافية و كانت النتائج على مستوى التوقعات .
واستعرض الوزير بعض ما تحقق لبلادنا جراء هذه السياسات حيث تحسنت وبشكل مضطرد الموارد الذاتية للدولة و وفرت موارد معتبرة للخزينة العامة كانت ستذهب سدى.
وأبرز الوزير أن هذه الموارد المتأتية من محاربة الفساد وجهت لتحسين الظروف المعيشية للسكان و مكنت من تمويل المزيد من البنى التحتية في مجالات الصحة و التعليم و شبكات المياه و الكهرباء والطرق ،مما ساهم بصفة جوهرية في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين خاصة الطبقات الهشة في المناطق الريفية و شبه الحضرية. وقد انعكس ذلك التحسن من خلال تراجع مؤشر الفقر بأحد عشر نقطة ما بين 2008و 2014.
و أضاف الوزير أن من ضمن ما أثمره هذا النهج مضاعفة البرامج الاستثمارية في مشاريع البنية التحتية و الخدمات الأساسية والتي ذكرها منها على سبيل المثال "مشروع آفطوط الشرقي، مشروع اظهر، مطار أم التونسي،بناء جامعة نواكشوط العصرية، محطات توليد الطاقة الهوائية؛ الشمسية؛الحرارية في نواكشوط وفي مدن داخلية عديدة، بناء وتجهيز مستشفيات عصرية متعددة متخصصة عدة، الأمومة والطفولة، القلب، أمراض السرطان، أمراض الكبد، الحروق، مستشفى نواذيبو، كيفة، روصو،كيهيدي، بوقي...الخ.
القضاء على الاحياء العشوائية في نواكشوط، نواذيبو روصو كيهيدي والعبور الى الملكية العقارية للسكان هذه الأحياء.
مشروع قناة كرمسين العملاقة واستصلاح عشرات آلاف الهكتارات. البرنامج الوطني للطرق الذي سمح بتشييد أكثر من 3000 كلم من الطرق حتى الآن . المشاريع الهادفة للتحسين من الوجه العمراني لمدينتنا".
وخلص الوزير إلى أن من نتائج الإصلاحات التي قامت بها الحكومة "أن صعد ترتيب بلادنا 31 نقطة على مؤشر الشفافية العالمية ما بين 2011 و 2015 و صعد ترتيبها أيضا 16نقطة على مؤشر تعاطي الأعمال خلال السنتين الماضيتين، و صعد 5 نقاط على مؤشر التنمية البشرية لسنة 2016.
وعن آفاق هذه التوجه الجديد قال الوزير:"إننا اليوم ننظر إلي المستقبل بثقة أكبر وإنه بالبناء على المكاسب الهامة المحققة فان كسب رهان الحرب على الفساد هو في مرمى اليد و ذلك بفعل توفر الرؤية و وضوح الأهداف المرحلية و وتيرة الإصلاحات المنفذة و نجاعتها، لكنه رغم كل ما سبق لا يمكن أبدا إغفال أن الإصلاحات في هذا المجال تحتاج لنفس طويل وإن التقدم الحاصل في هذه المجالات ، هو فقط خطوات في الاتجاه الصحيح يجب العمل علي تدعيمها عن طريق المزيد من الإجراءات النشطة و اليقظة و الحازمة" .
وكشف الوزير في نهاية كلمته أن فعاليات هذا اليوم ستتواصل الفعاليات هذه السنة بالتعاون مع السلطات الإدارية و المحلية علي مدي أسبوع كامل، من خلال نشاطات متنوعة و مبتكرة بإشراك علمائنا الإجلاء و فعالياتنا الشبابية و النسائية ومنظمات المجتمع المدني و سيتم تسيير قوافل و مهرجانات تحسيسية كما ستواكب وسائل الاعلام العمومية و الخصوصية مجمل هذه التظاهرات.
للإشارة فإن انشطة تضمنت مسيرة راجلة لاعضاء الحكومة انطلقت من قصر المؤتمرات الى وزارة الاقتصاد والمالية وستشمل مساء غد السبت 10 دجمبر سهرة فنية وثقافية بدار الشباب القديمة، يوم 13 من الشهر الجاري قوافل على مستوى مختلف مقاطعات العاصمة مكافحة للرشوة، كما ستنزم في نواذيبو أيام 14 و15و16 ورشة حول الشفافية في مجال الصيد وفي ازويرات 17،18،19 ورشة حول الشفافية في ميدان الصناعات الاستخراجية.