أوضح مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك أن سماء قطر ستشهد بعد غد /الإثنين/ ظاهرة القمر العملاق Supermoon الذي يعتبر القمر العملاق الأضخم الذي يشاهد منذ حوالي سبعين عاما.
وأشار الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني رئيس مركز قطر لعلوم الفضاء في تصريحات صحفية اليوم، إلى أنه وفقا للحسابات الفلكية فإن القمر العملاق سيظهر بحجم أضخم من حجم القمر البدر المعتاد بحوالي 14% كما انه سيظهر أسطع أيضا بحوالي 30%، ولذلك سوف يرى الشخص الموجود في المناطق المظلمة إنارة مميزة للقمر البدر العملاق بحيث تبدو الأرض والسماء مضاءة وكأن الليل تحول إلى شبه نهار.
وقال إنه وفقا للحسابات الفلكية التي أجريت في مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك، فإن القمر العملاق سيكون في مرحلة الاكتمال (البدر) في الساعة 4:52 مساء بتوقيت الدوحة يوم بعد غد ، إن شاء الله، ويشرق القمر في نفس اليوم في الساعة 4:58 مساء أي بعد 6 دقائق فقط من وجود القمر في الاكتمال بالنسبة للموقع الجغرافي لمدينة الدوحة، ولكن سيكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض بعد غد أي يوم اكتمال القمر في الساعة 2:23 مساء أي قبل شروق القمر في قطر بحوالي 2:35 ساعة فقط، وسيكون على مسافة 356,512 كيلومترا فقط عن الأرض.
وبين أن سبب ظهور القمر بأحجام مختلفة خلال الشهر يعود لمداره البيضاوي حول الأرض، فعندما يكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض في مداره يظهر أكبر نسبيا من الحجم المعتاد، وتسمى هذه النقطة "الحضيض القمري" perigee وتساوي 357,000 كيلومتر، بينما عندما يصل أبعد مسافة عن الأرض وتسمى "الأوج القمري" apogee وتساوي 406,000 كيلومتر، ومعدل مسافة بعد القمر عن الأرض وفقا لهذه الأبعاد هي 384,401 كيلومتر، كما أن الفارق بين نقطتي الحضيض والأوج تساوي 50,345 كيلومترا، وهي مسافة لا يستهان بها بالنسبة لمقدار المسافة بين الأرض والقمر.
ولفت الى أن القمر البدر قد يحدث عندما يكون في أي مسافة حول الأرض، أي لا يشترط أن يكون في أقرب أو أبعد مسافة عن الأرض، وقد يحدث القمر البدر في مسافة قريبة من نقطة الحضيض القمري ويظهر عملاقا عندئذ، لكن إذا تصادف أن يكون القمر في مرحلة الاكتمال وهو في نقطة الحضيض تماما فإنه سيظهر أكبر من المعتاد نظرا لأنه في أقرب مسافة من الأرض.
ووفقا للحسابات الفلكية، فإن القمر البدر العملاق الذي سيحدث بعد غد /الإثنين/ ، وقع في حالة مشابهة من حيث المسافة قبل حوالي 70 عاما وتحديدا يوم 25 يناير سنة 1948 ميلادية، والقمر العملاق الذي سيتكرر بشكل مشابه سيكون يوم 25 نوفمبر سنة 2034 ميلادية أي بعد 18 عاما إن شاء الله.
وقد شهدت سماء قطر والعالم العديد من حالات القمر البدر العملاق العام الجاري 2016 م مثل يوم 16 أكتوبر الماضي، وستشهد السماء أيضا حالة القمر المكتمل العملاق يوم 14 ديسمبر القادم ، إلا أن حجم هذين القمرين العملاقين أصغر نسبيا من القمر الحالي الذي ستشهده السماء بعد غد.
وأكد الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني أنه لا يوجد أي تأثير للقمر البدر العملاق على الحياة بشكل عام على الأرض، ولا تأثيرات سلبية على حركة الصفائح الجيولوجية كما يدعي البعض من الناس، وإنما يقتصر تأثيره على زيادة في مستوى المد بشكل ملحوظ فقط.
ودعا سكان قطر لاستغلال الحدث الفلكي الجميل والنادر في التصوير، خاصة عند ساعة شروق القمر، حيث سيظهر القمر العملاق بشكل واضح ومميز، ويمكن التقاط الصور الفوتوغرافية له أثناء شروقه بجانب العمارات والأبراج والأشجار والمناظر الطبيعية الأخرى.