لقد حاول المغرب خلال مناورة طرد الشق المدني و السياسي من بعثة المينورسو تقزيم المهام المنوطة للبعثة ، وحاول حصرها في مراقبة وقف اطلاق النار دون ان تتجاوزه، كرد فعل على تصريحات بان كي مون ابان زيارته للمنطقة العازلة، ففي اعتقاد المغرب فهو صاحب الارض وسيادة ولا يحق للامين العام ابداء رأيه في القضية. على هذا الاساس عبأت السلطات المغربية الفئات المشاركة في مليونية الصحراء، ورسخ في عقول المشاركين مقولة الصحراء شأن داخلي، و هتف المحتجون حينها بكل قوة "بان كي مون سير فحالك الصحراء ماشي ديالك". انتظرنا الى حين نهاية شهر ابريل ليتضح للمرة المليون كون الصحراء منطقة نزاع، فتوصيات مجلس الامن دعت بالسماح بعودة بعثة المينورسو للصحراء، كانها تقول للمغرب عد لحجمك. لم تسعفنا الدراهم التي صرفت في مليونية الصحراء في كسب تعاطف الكبار، و لم تستطع الاعداد الغفيرة التي حجت الى العاصمة انهاء مسلسل الصراع، حتى توسلات وزارة الخارجية لم تساعدنا في عدول اصحاب القرارعن موقفهم . فالصحراء شان داخلي كما انها شان خارجي، فخيوط حل المسألة متوزعة بين تندوف و العيون، الرباط، الجزائر، مجلس الامن و الجمعية العامة، فلما ياترى تعبؤون المغاربة عكس ذلك و تتعهدون امام شعبنا بعدم السماح للسلك السياسي والمدني من بعثة المينورسو بالعودة، في استطاعتكم الكذب لبعض الوقت لكنكم لن تستطيعون الكذب لكل الوقت فلما الكذب اذن، لما لا تعترفون انكم فشلتم في تذبير ملف الصحراء، و تقرون ان شراكة المغرب مع الدول الداعمة له في القضية كشراكة الذئب مع الدجاجة عاجلا ام اجلا سينقض عليها، ما لم تكسبوه بالكذب و الافتراء قد تكسبونه بقول الحق و الحقيقة، فعلى الاقل الحقيقة ستكسبكم ود شعب و احترامه . لعل خير ما حملته لنا الازمة الحالية انها اوضحت للعيان مكانة المغرب الحبيب، فحافظ الكبار على صفة الفاعل وزكى القرار من تلازمه صفة المفعول به، و اظهرت لنا الازمة كيفية تدبير الملفات في مجلس الامن فظهر الصديق و العدو و الغير المبالي. فقد المغرب الكثير من اوراقه الدبلوماسية فبات بموقف المتفرج والمستسلم، يصحوا امام الضربات المؤلمة لينهار بعد مرور الازمة مغشيا عليه او يدعي مرورها دون اعطاب، هذا الوضع افقد دبلوماسية المغرب المرونة و الثبات في التعامل مع المواقف فخندق تصرفاتها في البحث عن رد الاعتبار وباتت مجمل اوراقه مكشوفة، لكن رغم كل هذا مازالت ورقة الارهاب و المهاجريين التي يلوح بها المغرب امام الداعميين لاطروحة الانفصال تأتي باكلها، فدفع بالملف الى دائرة المنسي و تصبح معه القضية كطقس موسمي فتصبح معه قرارات ابريل مجرد اكاذيب، هذا يجعلنا امام اشكالية معقدة تدفعنا الى التساؤل و اياكم. هل مسلسل البحث عن الوقت الذي يراهن عليه المغرب قد يجدي نفعا؟ وهل ربط مصير القضية بمصالح القوى الكبرى يفيد القضية؟ من يعتقد ان الحفاظ على الوضع القائم في الصحراء لصالح المغرب في قضية الصحراء فهو واهن، فانتصارات اطروحة الانفصال متوالية، تضيق الخناق على اطروحة الحكم الذاتي و تجعل المغرب في موقع المغتصب للارض . واستمالة مواقف القوى الكبرى بالمصالح يضر بالقضية اكثر مما يفيد بها، فمن يراهن على هذا المبدأ سيتعرض كثيرا للابتزاز و السخرية فمواقف الغرب مرهونة بمن يقدم اكثر، والارضاء بهذا الوضع قد يكلفنا فاتورة باهضة ستستنزف فيه خيرات شعوبنا بالمجان . على مدى التاريخ، الصحراء تحضى بالاولوية في اجندة القصر فهي تشكل احد ثوابته الثلاث، هذا ما يدفع بالملكية للانفراد بالملف و لا تسمح لاحد بالتدخل في تدبيره، فالملف ينتعش بمبادرة القصر و يدخل في ركود تام بانتفائها، واي تراجع في اداء الدبلوماسية هو في الحقيقة انتكاسة للقصر، فهو من يتحمل المسؤولية في تدبير هذا الملف مادام القصر الى حدود الان لا يرضى بمن يشاركه في حلحلة الملف. بدأ العد التنازلي و قضية ازبال ايطاليا لن تنسينا هزيمتكم، وفضائحكم المتوالية لن تفيدكم في اخفاء فشلكم ، بل تضعنا امام معطى تقييم عملكم ، فنكون بذلك امام قراءة الدلالات من الزيارة الملكية نحو الصين و روسيا كانعطافة، و نتساءل و اياكم. ماذا ربح المغرب من الزيارة مادامت مواقف روسيا و الصين على حالها؟