إنّ المتتبع لما يجري في العالم من حروب وفِتن ونزاعات وقَلاقِلَ... يُدرك بوضوح أنّ حالة عدم الأمن التي تُخيِّم على الوضع الدوليّ، أصبحت ظاهرة خطيرة تَتَهَدَّدُ السِّلمَ والاستقرارَ الدولييْن وتقضي على كل أمل في التعايش السِّلميّ والتنمية والعيش الكريم...
ولا يُشكِّلُ عالَمُنا العربيُّ استثناءً من هذه الظاهرة الكونية. من ذلك-بصفة خاصة-مايجري في العراق وسورية واليمن وليبيا... وبمستويات متفاوتة الخطورة في بلدان عربية أخرى.
لم يعد اليوم أيّ بلد-مهما كانت قوته البشرية ،والمادية، والعسكرية، والأمنية...- بمنأى عن هذا الكابوسِ الجاثِم بِكَلْكلِه على صُدُور البشر.
تعددت أنواعُ القتل وأساليبُه...انتشر الإرهاب والإرهاب المضاد: إرهاب الأفراد وإرهاب الدولة...اختلط مفهوم الإرهاب بمفهوم مقاومة الاحتلال...تعددت أسماء المنظمات الإرهابية...كثرت العصابات المسلحة...تنامت الجريمة المنظمة المحلية والعابرة للحدود والقارات...كثرت الاعتداءات اللفظية والجسدية ذات الطابع العَقَدِيّ أو المذهبيّ أو العرقيّ أو الفئويّ...
اختلفت الآراء حول المقاربات والخُطط الأمنية المناسبة والفعّالة للتصدي لهذا الغُول الرهيب. وقد اتفق معظم المحللين على أنّ المُقارَبة الأمنية لم تَعُدْ كافيةً لاجْتِثاث هذا السرطان، بل لا بد من مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار-بالإضافة إلى الجانب الأمنيّ- الجوانب القانونية (سيادة القانون واستقلالية القضاء)، والفكرية والثقافية والإعلامية (من تعليم وتكوين وتوعية وتحسيس...).
المطلوب من القمة العربية (قمة الأمل) المنتظر أن تحتضنها انواكشوط في أواخر شهر يوليو/ تموز 2016م، أن تخصص وقفة متأنية لدراسة هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا العربيّ المسالِم، بغية تشخيص هذا الداء الفتّاك والقضاء عليه واختيار الوسائل المناسبة لتحقيق ذلك.
والله وليّ التوفيق.