ممّا لا مراء فيه أن الحكم الصادر يوم أمس، علي الصحفي والناشط السياسي: الشاب الشيخ باي، جائر بكل المقاييس، فهو جائر بحجم التهمة ..
وجائر بما لا جدال فيه مقارنة مع الحكم الصادر عن نفس المحكمة بحبس سنة مع وقف التنفيذ في حق من أطلق الرصاص جهارا مع سبق الاصرار في محل تجاري عمومي وأصاب أحد عماله إصابة بالغة، وجائر قياسا علي عقوبة من أطلق الرصاص من مسدسه علي فتاة في مقتبل عمرها مسببا لها في شلل نصفي مدي الحياة، حيث اقتصرت عقوبته علي ليلة واحدة عند الشرطة في ظروف مريحة جدا والمثول أمام وكيل الجمهورية لمدة خمس دقائق وغرامة قدرها 50 الف أوقية، مع قفل الملف وعدم المتابعة، وجائر بالنظر إلي قرار السلطة التنفيذية بعدم متابعة من أطلق الرصاص علي رئيس الجمهورية، في حين تصر هذه السلطة علي متابعة الشيخ باي بسبب احتجاجه علي عضو فيها، وجائر في حق سمعة القضاء وهيبته، حيث أظهره يكيل بمكيالين، رحيم بكل من له صلة برأس النظام، رهيب علي الضعفاء وذلك بالنظر إلي أن المشمولين بالأحكام المخففة، هم: رئيس الجمهورية وأبنه وأبن عمه وأبن خالته، بينما يصدر حكما قاسيا علي الشيخ باي، لأنه شاب من عامة الناس.
ونظرا لجور هذه الحكم، فإنني، أعلن تنديدي به وتضامني الكامل مع الشيخ باي واعتباري له من صدور هذا الحكم ضحية من ضحيا هذا النظام، أطالب بإطلاق سراحه دون متابعة، فما لقي من تنكيل منذ اعتقاله يفوق كافة العقوبات المترتبة علي تصرفه أمام الناطق الرسم باسم الحكومة، إذا افترضنا ان تكون لهذا التصرف عقوبات وهو ما لا يحصل عليه الاجماع.
كما أوجه نداء خاصا إلي الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ، الذي اتهمت بشجبي لتصرف الشيخ باي اتجاهه بأنه تعصب قبلي، أناشده فيه بأن يبذل كل ما في وسعه، بصفته الرسمية والشخصية، من أجل اطلاق سراح الشيخ باي وأن يدرك أن كل ليلة سيقضيها في سجنه ستكون عارا يلاحقه يتوارثه الأبناء عن الآباء وفي حال فشل في ذلك عليه أن يستقيل ويعلن تضامنه مع الشيخ باي والتكفل بادفاع عنه.
وأنبهه إلي، أن الوظيفة زائلة والعار باقٍ وأن القضايا في موريتانيا مرتبطة بالأشخاص لا بحكم وظائفهم وعليه أن يدرك ذلك جيدا ويعمل علي تجنبه مستقبلا، ما دام في موقع المسؤولية، قبل أن يغادرها ويترك الشيخ باي في سجنه، عندها سيندم من حيث لا ينفعه الندم. اللهم اني قد نصحت وبلغت ... اللهم فاشهد..!!
الإعلامي ماموني ولد المختار