أعلنت ايران رسميا أنها لن ترسل حجاجا إلى الديار المقدسة هذا العام. ونقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيس الايراني حسن روحاني قوله إن المملكة العربية السعودية تبنت "أسلوبا صبيانيا" تجاه بلاده، واتهمها باستغلال الحج "لغايات سياسية" ومنع المواطنين الايرانيين من أداء فريضة الحج "خدمة للمصالح الاسرائيلية وزرع عدم الاستقرار في المنطقة" على حد تعبيره.
وكان سعيد أوهادي رئيس هيئة الحج الايراني قد قاد وفدا رسميا إلى الرياض قبل أسبوع لبحث سبل تجاوز الخلاف بين البلدين حول ظروف وشروط توجه الحجاج الايرانيين إلى الديار المقدسة هذا الموسم. إلا أنه عاد بخفي حنين بعد لقائه المسؤولين السعوديين، وقال إن المملكة وضعت 11 شرطا لا يمكن لبلاده أن تقبل بها.
واختلف الجانبان حول عدد من القضايا. فبينما طلبت ايران السماح للحجاج الايرانيين بعقد مراسم أو تجمعات ذات طابع سياسي وحمل أعلام بلادهم خلال موسم الحج رفضت السعودية ذلك على أساس أنه سيعيق حركة الحجيج من دول العالم.
وفشل الجانبان أيضا في التوصل الى اتفاق حول آلية إصدار التأشيرات للحجاج. وفيما تطالب طهران بإصدارها في طهران فضلت السعودية معالجة تلك الطلبات إلكترونيا على غرار حجاج الخارج. كما اختلف الجانبان أيضا حول شركات الطيران المسموح لها بنقل الحجاج الايرانيين.
ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعض المطالب الايرانية بأنها "غير مقبولة". وأضاف أن سلطات بلاده لبت بعض المطالب الأخرى، بينها السماح للسفارة السويسرية في جدة برعاية حاجيات الحجاج الايرانيين.
ويعتبر بعض المتابعين للعلاقات بين البلدين أن عدم اتفاقهما بشأن الظروف والشروط التي ستنظم أداء الايرانيين لفريضة الحج هذا العام هي نتيجة طبيعية للتوتر السياسي الذي يطبع العلاقات بين طهران والرياض والتنافس الاقليمي الحاد بينهما منذ سنوات.
فبخصوص الحربين الدائرتين في كل من سوريا واليمن دعم البلدان طرفي الصراعين على أسس عرقية وطائفية. وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي أضاف مصرع أكثر من 400 حاج ايراني في حادث تدافع وازدحام في مشعر منى مزيدا من التوتر بعد أن حملت طهران السلطات السعودية مسؤولية مقتلهم.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي أسفر الهجوم على مقري البعثة الديبلوماسية السعودية في كل من طهران ومشهد، على يد متظاهرين ايرانيين - احتجاجا على إعدام السلطات السعودية المعارض الشيعي الشيخ نمر النمر – عن قطع العلاقات بين العاصمتين.
قرار طهران عدم إرسال حجاجها إلى الديار المقدسة هذا العام واكبته انتقادات حادة للسلطات السعودية من قبل وسائل الإعلام الايرانية التي وصفت الشروط السعودية بأنه "سلوك ظالم في حق الأمة الايرانية من خلال حرمان المسلمين من أداء فريضة دينية".
وذهبت صحيفة "سياست روز" في تعليقها إلى اعتبار "عائلة آل سعود الحاكمة غير مؤهلة لرعاية عملية الحج لأنها سلكت أسلوبا انتقائيا تجاه ايران بهدف التستر على سياساتها القمعية وإخفائها عن العالم" حسب قول الصحيفة.
قرار إلغاء حج الايرانيين هذا العام من قبل حكومتهم هو الثالث في نوعه منذ قيام الثورة الاسلامية في طهران. ويبدو أن التنافس على النفوذ في منطقة الخليج بين المملكة العربية السعودية وايران لا يقتصر على الدعم السياسي والطائفي للأطراف المتحاربة في أكثر من بلد عربي، بل إنه قابل لأن يحرم عشرات الآلاف من المسلمين الايرانيين من أداء فريضة دينية يفترض أن تظل بعيدة عن تلك الخلافات.
برأيك، هل تدخل الخلاف السياسي بين طهران والرياض لمنع ايرانيين من حج بيت الله الحرام؟
هل خرج نطاق الخلاف بين طهران وايران عن السيطرة حتى يطال موسم الحج؟
هل يحق للسعودية فرض شروط على حجاج بيت الله الحرام؟
هل من حق ايران أن تملي شروطا بعينها على السلطات السعودية؟