لقد أطلق عدد من المدونين والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي حملة
تدوينية رائعة وذكية أرادوا من خلالها التذكير بعشرات المشاريع الوهمية التي كان قد وعد بها النظام الحالي، والتي لم تنجز رغم تجاوز الآجال المحددة لها.
ولقد كشف المشاركون في هذه الحملة عن عدد كبير من الوعود المخلفة، والتي كان آخرها الوعد المتعلق بتنظيم حوار بمن حضر في أجل اكتمل في يوم الناس هذا، أي في يوم 31 مايو 2016 .
إن هذا الوعد يمكن اعتباره آخر مولود في سلالة المشاريع الوهمية، وذلك
على الرغم من التأكيدات الرسمية التي ظلت تتكرر خلال الأسابيع الأربعة
الماضية بأن هذا الوعد الرئاسي لن يخلف أبدا.
لقد كنتُ على قناعة تامة بأن الرئيس قد أوقع نفسه في ورطة حقيقية عندما
حدد أجلا للحوار المنتظر، ولقد عبرتُ عن تلك القناعة في ثلاثة مقالات أو
أربعة بعدد الأسابيع الثلاثة أو الأربعة ( ثلاثة خيارات صعبة أمام
الرئيس؛ في انتظار اكتمال الأسبوع الرابع؛ الحوار بين بروفتين). واليوم
لن أضيف جديدا، وسأكتفي فقط بأن أذكر ببعض الإرهاصات التي سبقت ميلاد هذا
المولود الجديد، سأذكر بتلك الإرهاصات لعل الذكرى تنفع هذا النظام الذي
يمكن أن نعتبره النظام الأكثر كرما في إطلاق الوعود، والأكثر بخلا في
انجازها.
من شرق البلاد، وتحديدا من مدينة النعمة، وفي مطلع مايو، وتحديدا في
الثالث منه وعد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأنه سينظم حوارا بمن حضر في
أجل يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
من العاصمة نواكشوط، وتحديدا من مقر وزارة الثقافة، وفي منتصف مايو،
وتحديدا في اليوم التاسع عشر منه أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة في
تعليقه على نتائج مجلس الوزراء بأن الحوار سيتم تنظيمه في موعده الذي
حدده الرئيس في خطاب النعمة، وبأنه لا نية لدى الحكومة في تأجيل هذا
الموعد.
من شمال البلاد، وتحديدا من العاصمة الاقتصادية نواذيبو، وفي أواخر شهر
مايو، وتحديدا في الخامس والعشرين منه، وحسب الوكالة الموريتانية
للأنباء، فقد أكد الرئيس بأن الحوار سيجري في موعده، وأن هناك إرادة
سياسية قوية لاحترام الآجال المحددة في هذا الصدد.
هكذا تواصلت التأكيدات الرسمية على أن الحوار سيتم تنظيمه في الموعد
المحدد، ولكن لما اكتملت الأسابيع الأربعة، ولما بحثنا عن الرئيس، فإذا
بنا نكتشف بأنه خارج البلاد في زيارة لدولة الإمارات، وكأنه غير معني
بالموعد الذي كان قد أطلقه من شرق البلاد (النعمة 3 مايو)، وأكده من
شمالها (نواذيبو 25 مايو).
ــــــــ
اخترت لكم من حملة المشاريع المخلفة هذا المنشور الذي نشره أحمد حماده
الشيخ على صفحته الشخصية : " في يوم الخميس 25 يونيو 2009 وصل الجنرال
إلى تامشكط وهو خائفا مذعورا بعد حادثة سقوط طائرته في صحاري أوكار
ونتيجة لموجة الذعر هذه اقترح سكان المقاطعة أنهم لن يتعبوه بالخطابات
والمطالب وسيقتصرونها في مطلب واحد فقرر العمدة آنذاك طلبه سفلتة الطريق
الرابط بين المقاطعة وطريق اﻷمل وهو بالمناسبة ﻻيتجاوز 90 كلم فكان رد
الرئيس أنه سيكون أول انجاز يتم تنفيذه إن تم انتخابه وإلى حد الساعة
مازال ذلك الطريق يدخل في المشاريع الوهمية التي يسوقها الجنرال."
حفظ الله موريتانيا..