لدى كل زيارة رسمية لرئيس موريتاني لإحدى المدن الداخلية تتباين الأهداف وتنكشف المصالح وتقوم الدنيا ولا تقعد فالحزب الحاكم يضع هدف نجاح الزيارة فوق كل الأهداف على المستوى العام للحزب وله في ذلك مآربه الخاصة ووسائله الضرورية من رجاله المخلصين من" لحلالة" ومزمرين وصحافة مرتزقة تكشف النقابة عن حقيقة باتت لا تخفى على عامة الشعب الذين لا يتسنى لهم فهم الكثير من ما يحدث في تلك الزيارات مقتصرين على ما يقدمه لهم الحزب من مواعيد عروقوب موضوعة في قابل بسيط يتمثل في مساعدات مادية أكثر تواضعا ومهرجانات ليلية مشروطة بخروجهم هاتفين لرئيسهم والحقيقة تلك هي أن الهدف هو وجود ذلك النظام في الحكم دائما وأن المواطن الضحية الأولى والأخيرة في المشهد كله , إلا أن هناك من بات يدرك جيدا أن اللعبة تشمل الجميع والكل لابد أن يجد ضالته ويستفيد من ذاك الحضور الرسمي لأركان الدولة إلى حيث يكون الرئيس . فمثلا ما بات يعرف ب "لحلالة" النظام ومنذ عقود أصبح حضورهم بندا رسميا في أي زيارة لرئيس موريتاني لإحدى ولاياته الداخلية , فمنهم اللحلالة ؟ وكيف تصبح لحلاحا ناجحا لإحدى قادة النظام تصفق وتهلل له ؟ "اللحلالة" بالمصطلح العامي من يحمل لسانا طويلا لا يتحرك إلا بأشنع العبارات وأقلها أدبا وأكثرها تأثيرا في السامع وتحريكا لمشاعره بما يحقق هدف" اللحلاح" وغالبا لا يتحرك لسان "اللحلاح "إلا عيبا لسامعه أو شكرا له بقاموس لغوي خاص لا يحمل في ثناياه غير عبارات كثيرة الإطراء أو كثيرة الإزراء . أما طموح" اللحلاح" بالوصول لقادة الحزب والدولة يمر بحضور ضروري لكل المهرجانات ومحاولة الظهور في أحدها والتقرب ول وبهمسة لأحد القادة بعبارات تمس مشاعره الشياشه حتى يمس جيبه ولو بالقليل من ما أفاء الله عليه به من المال العام ويمر ذلك بصراع طويل بين اللحلالة على فرض الوجود فمثلا وخلال وجونا في النعمة لتغطية زيارة الرئيس قال لي احد المواطنين يتحدث عن احد "لحلالة" الدولة: فلان ذالك "اللحلال" صنعه الوالي الفلاني في احد مهرجانات المدن القديمة حيث كان هذا "اللحلال" يرقص على المسرح في أمسية ثقافية فأخذ المكروفون وقال: وخيرت بالوالي معدلو فلم يعطه الوالي شيئا فقال: يللالي معدل العمده فاعطته زوجة العمدة مبلغا فاخذ يعيب على الوالي فجاءه احد رجال الوالي وادخل في جيبه مبلغ خمسين الف اوقيه فقال "اللحلال": اللاخمسين غير أنه اصبح من" لحلاحته" المقربين . وهكذا نجح ذالك "اللحلال" في الوصول لمبتغاة في المناسبات الرسمية . وحسب المتتبعين لزيارات الرئيس فإن بند وجود "اللحلاحة" فيها أصبح أمرا مفروغ منه , فهناك في مقر الحزب في النعمة هذه الأيام صفوف اللحلاحة في صراع على الدخول داخل المبنى للظرف بضالتهم وهي جيوب رجال الحزب وقادته من مال الدولة فهو أي المال العام لا يسخر إلا لمثل تلك المناسبات بشهادة البعض من "اللحلاحة" أنفسهم وقد يتساءل البعض ما هو دور" اللحلال" في حملة الحزب لنجاح أي زيارة رسمية لرئيس الجمهورية . فالبند الغير مكتوب ينص واقعيا على أن "اللحلال" بكلماته وحركاته و "تلحليحه" يقدم للمواطن مادة تجعله يحضر لتلك المهرجانات يجد فيها ما يجعله يقضي وقتا ممتعا بإدخال السرور عليه وحينئذ يظهر أن الحزب يمتلك شعبية لا بأس بها, حتى رجال الحزب قد يجدون أيضا ما يدخل ذالك السرور الى نفوسهم فيما يقدمه" اللحلال" من سخرية من بعض الناس أو شكر لهم هم أنفسهم . هكذا ظهر" لحلالة " النظام منذ فترة ليست بالقصيرة يزمرون لكل نظام ويصفقون له و مما ساعد" لحلاحة " النظام على وجودهم دائما في الزيارات الرسمية للرئيس ضرورة النظام العسكري لأشكال عدة من الدعاية الإعلامية بشكلها الرسمي كالصحافة بشقيها الرسمي والصحافة الصفراء وشكلها الشعبي ك "اللحلاحة" وغيرهم من أبواق النظام . فمتى تستغني الدولة عن "لحلاحتها" وطباليها مكتفية بزيارات عملية وليست مسرحيات دعائية لذاك النظام الحاكم بتلك السبل.