تلوّح جبهة البوليساريو بالعودة إلى الحرب في ملف نزاع الصحراء الغربية، ويؤكد المغرب استعداده لمواجهة أي طارئ عسكري من هذا القبيل، وحذّرت الأمم المتحدة من هذا الاحتمال.
وفي المقابل، لا تبدي الدول الغربية قلقاً ملحوظاً لأن الحرب لن تؤثر كثيراً على الاستقرار ولن تخلف موجات جديدة من الهجرة باستثناء في حالة اسبانيا نظراً لقربها الجغرافي جزر الكناري.
وعادت جبهة البوليساريو إلى مناورات حربية جديدة خلال الأيام الأخيرة، كما عادت إلى التهديد باستئناف الحرب في تصريحات مسؤوليها علاوة على استدعاء مهاجريها في الدول الأوروبية تحسباً للحرب.
ويقوم المغرب بتعزيزات عسكرية ضخمة في الجنوب الشرقي من حدوده، أي الشمال الشرقي للصحراء الغربية.
ويسود الاعتقاد بأنه في حالة استئناف الحرب، ستكون أراضي الصحراء الواقعة في الجانب الآخر من السور الأمني من المنطقة المذكورة هي ساحة المواجهة. وهذا لا يعني استبعاد فرضية مواجهات على طول الشريط باستثناء تلك الفاصلة مع موريتانيا.
وحصلت «القدس العربي» على معطيات من أطراف غربية رفيعة المستوى تفيد بأنه، باستثناء اسبانيا، لا يوجد وجود قلق كبير وسط الدول الكبرى وخاصة الغربية منها.
لعودة الحرب في الصحراء الغربية، حيث لن تتضرر مصالحها نهائيا.
وتؤكد هذه المصادر أن اندلاع الحرب سوف لن يكون بالأمر الجديد، فقد اندلعت الحرب ما بين 1975 إلى 1991، وإذا وقعت الآن ستفاقم من غياب الاستقرار في العالم العربي وخاصة في شمال إفريقيا، حيث ستصبح المنطقة الممتدة ما بين المحيط إلى الخليج كلها بؤر توتر واستقطاب إثني وسياسي وإقليمي.
وتندلع هذه الحرب في أماكن لا تعتبر مصدراً للطاقة بل صحراء قاحلة بدون إنتاج مهم يذكر باستثناء جزء من الفوسفات.
ولن يترتب على استئناف الحرب موجات لاجئين نحو أوروبا، لأن اللاجئين يقلقون الغرب في ظل ارتفاعهم بسبب ملفات سوريا واليمن والعراق وليبيا.
وفي حالة حدوث موجات نزوح بسبب الصحراء، فستكون ضعيفة للغاية لأن الأمر سيتعلق بمغادرة الصحراويين الرحل الذين لن يتجاوز عددهم الألفين مناطق المواجهات نحو مناطق آمنة نحو العمق المغربي أو الموريتاني أو الجزائري.
وتعتبر اسبانيا الدولة الوحيدة التي قد تتضرر نسبياً من اندلاع الحرب بسبب التأثيرات على جزر الكناري القريبة من الصحراء الغربية خاصة فيما يتعلق بالسياحة.
وعسكرياً، ستكون هذه الحرب في حالة اندلاعها استهلاكاً للدخيرة الحية وكأنها مناورات مع سقوط بعض القتلى واحتمال وقوع أسرى، بينما يبقى تقدم كل طرف محارب نحو منطقة الآخر بالأمر المستحيل.
ولا تتوفر البوليساريو على القوة النارية الكافية لإحداث ثغرات في صفوف الدفاع المغربية، وسيتجنب المغرب ملاحقة قوات البوليساريو جواً إذا عادت إلى مخيمات تندوف تفادياً لمواجهة مع الجزائر. وستحمل الحرب بعض الأضرار الاقتصادية على السياحة المغربية لأنه سيقع تراجع السياح خاصة في الأسابيع الثلاثة الأولى بسبب الغموض الإعلامي وغياب فهم لمنطقة الصراع الحربي، وستحمل ضغوطاً سياسية على المغرب خاصة في أوروبا والأمم المتحدة.
القدس العربي