ربما تكون موريتانيا هي البلد الوحيد في هذا العالم الذي لا تتوقف فيه “الانجازات” الكبرى، وربما تكون هي البلد الوحيد في هذا العالم الذي يتحول فيه الفعل ونقيضه إلى إنجازين كبيرين، وإليكم بعض الأمثلة السريعة التي تؤكد ذلك.
1ـ أن يتم تقسيم الجامعة اليتيمة إلى جامعتين فإن ذلك لمن كبريات المنجزات، وأن يعاد دمج الجامعتين في جامعة واحدة فإن ذلك ليصنف عند القوم في دائرة الانجازات غير المسبوقة.
2ـ أن يتم تحويل العطلة الأسبوعية من الأحد إلى الجمعة فإن ذلك لمن الإنجازات العظيمة، وأن تعاد العطلة إلى يوم الأحد فإن ذلك أيضا لمن الانجازات العظيمة.
3ـ أن يتم دمج البيطرة والزراعة والبيئة في وزارة واحدة فذلك انجاز، وأن يتم فصل تلك القطاعات إلى ثلاث وزارات فإن ذلك ليعد أيضا من الانجازات ..نفس الشيء يمكن أن نقوله عن كل الوزارات التي تم تفكيكها ودمجها في هذا العهد، وما أكثر الوزارات التي شهدت عمليات دمج وتفكيك في هذا العهد.
4ـ أن يتم إلغاء مادة التربية الإسلامية من مسابقة الباكالوريا، وأن يتم تخفيض ضاربها فإن ذلك لمن الانجازات، وأن يتم إعادة الاعتبار لها في العام الموالي فإن ذلك أيضا لمن الانجازات.
5ـ أن يتم تهميش قطاع الشرطة لست سنوات فإن ذلك لمن الانجازات، وأن يعاد لهذا القطاع الاعتبار من بعد ذلك فإن ذلك لمن الانجازات أيضا.
6ـ أن يتم الإعلان عن سنة للتعليم في العام 2015فإن ذلك لمن الانجازات الكبرى، وأن لا يتم الإعلان عن أي شيء في العام 2016فإن ذلك أيضا لمن الانجازات الكبرى.
7ـ أن يتغيب الرئيس عن قمم هامة فإن ذلك لمن الانجازات، وأن ينظم زيارات لبلدان أقل أهمية فإن ذلك لمن الانجازات أيضا.
8ـ أن تتم استضافة السنوسي، وأن يمنح له الأمان، فإن ذلك ليعد من كرم الضيافة، ومن المنجزات التي تستحق الذكر، وأن يباع السنوسي من بعد ذلك بمئات الملايين فإن ذلك لمن الانجازات أيضا.
9ـ أن يتم الإعلان عن تأسيس شركة للنقل، وأن تظهر حافلاتها وهي تجوب شوارع العاصمة، فإن ذلك لإنجاز ما بعده إنجاز، وأن تختفي من بعد ذلك الشركة وحافلاتها فإن ذلك أيضا لمن الانجازات الكبرى.
10ـ أن يتم سجن رئيس حركة “إيرا” بعد محرقة الكتب الفقهية فإن ذلك ليعد من أمهات المنجزات، وأن تتم تزكيته من بعد ذلك من طرف الحزب الحاكم والمجلس الدستوري فإن ذلك أيضا ليعد من أمهات المنجزات، وأن يتم من بعد ذلك كله إعادته للسجن فإن ذلك ليعد أيضا من أمهات الانجازات، وعندما يتم العفو عنه غدا فإن ذلك سيصنف ـ حسب لغة القوم ـ على أنه من “جدات المنجزات”.
11ـ أن يتم إلغاء صفقة لتشييد شبكة صرف صحي بالعاصمة نواكشوط فإن ذلك ليعد في لغة القوم إنجازا، وأن يتم من بعد ذلك، وبعد مرور ثلاثة مواسم خريف، الإعلان عن صفقة جديدة لإنشاء شبكة للصرف الصحي فإن ذلك ليعد أيضا من الانجازات الهامة.
12ـ أن يتم استدعاء شخص ما للتحقيق معه بسبب الفساد فإن ذلك لمن الانجازات التي تستحق أن يُشاد بها في كل حين، وأن يتم من بعد ذلك تعيين نفس الشخص على رأس هيئة سامية لمكافحة التعذيب، فإن ذلك ليعد أيضا من الانجازات العظيمة.
13ـ أن يقال مدير الوكالة الموريتانية للأنباء بسبب تهم تتعلق بالفساد، فإن ذلك لانجاز كبير، وأن يعاد نفس المدير إلى نفس الوكالة من بعد ذلك فإن ذلك لانجاز كبير لا يقل أهمية عن تعيين مدير الوكالة الموريتانية للأنباء في آخر أيام “ولد الطايع” مديرا دائما للإذاعة.
14ـ أن يسجن رجل أعمال في العام 2009بتهمة الفساد، فذلك انجاز ما بعده إنجاز، وأن يتم توشيح نفس رجل الأعمال بوسام كبير في العام 2015فإن ذلك لمن الانجازات أيضا.
15ـ أن يتم الإعلان عن حرب ضد البلاستيك فإن ذلك لمن المنجزات الكبرى، وأن يتم من بعد ذلك الدخول في هدنة غير معلنة مع البلاستيك فإن ذلك أيضا لمن المنجزات الكبرى..نفس الشيء يمكن أن نقوله عن الحرب على الفساد وعن الهدنة مع الفساد.
16ـ أن يتم التقرب من المغرب والابتعاد عن الجزائر فذلك إنجاز، وأن يتم من بعد ذلك الابتعاد عن المغرب والتقرب من الجزائر فذلك أيضا إنجاز، وأن يتم من بعد ذلك كله الابتعاد عنهما معا، فإن ذلك لإنجاز ما بعده إنجاز.
17ـ أن يتم الترويج لمأمورية ثالثة في موريتانيا فذلك إنجاز، وأن يذهب الرئيس إلى “بورندي” للتوسط في أزمة سياسية تسببت فيها مأمورية ثالثة، فإن ذلك أيضا لمن الانجازات الكبرى.
18ـ أن يتم حل جمعية المستقبل بحجة أن القائمين عليها أبدلوا اسمها فإن ذلك لمن الانجازات الهامة، وأن يغير من بعد ذلك الرئيس الذي لا تربطه أي صلة قانونية بجمعية الرحمة، اسم هذه الجمعية، ولا يعترض أحد على ذلك، فإن ذلك ليعد أيضا من الانجازات.
19ـ أن يستقبل الرئيس مسيرة مطالبة بمحاكمة كاتب المقال المسيء أحسن استقبال فذلك إنجاز ما بعده إنجاز، وأن يستقبل مسيرة أخرى مطالبة بالانتصار للمصحف الشريف بمسيلات الدموع مما تسبب في وفاة أحد المشاركين في هذه المسيرة، فإن ذلك ليعد أيضا ـ وحسب لغة القوم ـ من الانجازات الكبرى.
20ـ أن يتم الإعلان عن تنصيب محكمة سامية بعيد الانقلاب فإن ذلك لإنجاز من الانجازات الكبرى، وأن يتم نسيان إعادة تنصيب تلك المحكمة فإن ذلك ليعد أيضا من الانجازات الكبرى.
وتتواصل الانجازات الكبرى..
حفظ الله موريتانيا..