ترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج؛ محمد سالم ولد مرزوك، اليوم (الأربعاء) في نيروبي، أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، بمشاركة وزراء الخارجية والزراعة بدول الاتحاد؛ وذلك تحضيرا للقمة الإفريقية الاستثنائية حول الأسمدة وصحة التربة المزمع عقدها غدا، الخميس، في العاصمة الكينية.
ولدى افتتاحه أعمال الدورة، قال ولد مرزوك أن القمة الاستثنائية حول الأسمدة وصحة التربة تندرج ضمن الجهود الحثيثة للاتحاد الإفريقي، الرامية إلى إيجاد وسائل فعالة لرفع التحديات التي تجابهها قارتنا في مجال الأمن الغذائي.
وقال: "إن القمة الاستثنائية حول الأسمدة وصحة التربة التي نٌعِدّ لها اليوم تندرج ضمن الجهود الحثيثة للاتحاد الإفريقي الرامية إلى إيجاد وسائل فعالة لرفع التحديات التي تجابهها قارتنا في مجال الأمن الغذائي، ولكي تتمكن الشعوب الإفريقية في نهاية المطاف، بفعل براعتها وخصوبة أراضيها من تحقيق تحسن كاف ونوعي ومتنوع في هذا المجال.
فالزراعة ليست دعامة أساسية لبناء مستقبلنا فحسب، بل هي قلعة حصينة لحماية سيادتنا في وجه عولمة جارفة طاغية.
ومستقبل إفريقيا يتحدد، إذا، عبر ما ستحققه في المجال الزراعي، وتنميتها الحقيقية هي النهوض بهذا القطاع الزراعي، وذلك ما يتطلب الوصل الواضح بين جملة من عناصر مختلفة، تشمل إلى جانب مكننة الوسائل، السيطرة على سلاسل التوريد والتموين التجاري، وخلق التوازنات البيئية الملائمة، وجودة التمهين حين يتعلق الأمر بالعنصر البشري.
ولا يخفى ما تتيحه مواردنا المائية من آفاق وفرص في مجال الاندماج، حيث تمتلك قارتنا، وحدها، 59 حوضا نهريا وبحريا عابرا للحدود، وهي تشكل بيئة مناسبة لنمو زراعتنا، وأكثر من ذلك جسورا قادرة على ضمان مستقبل اندماجنا.فضلا عن ذلك، تبين جميع الدراسات أن 20% من شعوب القارة تعاني من سوء التغذية، وأن مجتمعاتنا تزداد ديموغرافيا بمعدل 2% كل عام لتبلغ ملياري نسمة في أفق 2040.
وبمقدورنا القول إن كل بلد يعول في تغذية مواطنيه على الخارج سيواجه مساسا كبيرا بحريته، وأن سيادته سوف تبقى دوما منقوصة، وسيظل مهددا في أمنه واستقراره طالما بقي منتظرا للغذاء من الخارج.
كل هذه التحديات والمخاطر تفرض علينا اتخاذ التدابير الضرورية الفعالة لاستثمار مقدراتنا الزراعية ومواردنا المائية بكل ذكاء.
وفي ظني أنه بنسبة 62% من كتلة السكان تمتلك قارتنا الإفريقية كل الموارد الضرورية الكفيلة برفع تحديات الأمن الغذائي.
وتأسيسا على ذلك، فإن استعجالية العمل في هذا المجال لم تعد تتحمل أي تأجيل أو مماطلة، وقد علمتنا صدمة الجائحة العالمية (كوفيد 19) والحرب الروسية الأوكرانية مؤخرا، فآثارهما السلبية لا تزال ماثلة، تذكرنا بإلحاح، مدى استعجال هذا العمل القاري".