كرة القدم تدار في الملاعب لا على البلاتوهات شاهقة الإضاءة .
و قبل الفعل الرياضي تأتي الروح الرياضية ..
و النقد الرياضي في الاستوديوهات العربية ما زال عالي المزاجية و الانطباع : لو كان المنتخب الجزائري فاز على موريتانيا بنفس التشكيلة و نفس الأداء ، لقالوا إن بلماضي كان عبقريا و أن إصراره على التمسك بنفس التشكيلة (التي يأخذون عليه اليوم) ، كان وليد خبرة كبيرة و رؤية ثاقبة ..
و ينسى اليوم أصحاب الأصوات سخيفة الجعجعة ، أن الفريق الجزائري خسر مع الأسف ، كل مبارياته قبل موريتانيا و تذيل المجموعة :
✅ كان الفنان السريالي الإسباني سلفادور دالي مولعا بالقمار و كانت زوجته الروسية غالا دالي حين يفلس ، تطلب منه أن يوقع لها على أوراق رسم خالية و تبيعها لهواة يرسمون عليها و يبيعونها بأسعار غالية كلوحات لدالي . و كانت المعارض الكبيرة تشتريها بعد فحصها من قبل أخصاىئين كبار .!
✅ و بعد الحكم عليها برداءة الروايات من قبل كبار النقاد الإنجليز ، انتحرت الروائية الانجليزية الشابة فرجينيا وولف ، لتتحول إلى أيقونة الأدب الحديث التي أبكت عشاقها برسالة انتحارها ، بعد فوات الأوان.!!
اضطراب النقد و أوجه التشابه بينه و بين الانتقاد أوقع مفكرين كبار في أخطاء فادحة ، فكيف برياضيين لم يحظ أكثرهم بأي قسط من التعليم و لم ينعموا لا حتى بأسباب كذبتهم الأقدم "العقل السليم في الجسم السليم"؟
# نحن الآن أمام هيستيريا مجنونة لا تخجلها أي حقيقة ، ضحيتها الأولى موريتانيا و ذنبها الأوحد أنها فازت بهدف نظيف على فريق (حتى لو كان البرازيل في الثمانينات) ، لو لم يكن احتمال فوزها عليه قائما ، لما كانت هناك مباراة بينهما أصلا..
و ما نسمعه من كلمات نابية في حق موريتانيا على بعض البلاتوهات الرياضية الرسمية ، لا يكفي إحجام آخرين عنه في أخرى ، لتجاوزه ، حين يصدر من قامات رياضية، خانتها الروح الرياضية في لحظة انتماء أعمى ، عرَّت عدم كفاءتها و زيف مصداقيتها..
أعترف بأنني من أقل الناس اهتماما بالرياضة على مستوى الفرجة و الممارسة ، لكنني لا أجد نفسي اليوم غريبا في تناول هذا الموضوع ، لأن هذا فقط لا يمت إلى الرياضة بشيء ؛ أعني ما يتناوله من يدعون أنهم أصحاب الباع و الحرفة و الرأي ..
و إذا لم يتوقف هذا الاستهزاء المتخبط في الشتائم المباشرة و غير المباشرة ، سيكون لنا ما نقوله في ما يتجاوز إحراجه الوصول إلى شباك تعاورته سهام التشفي قبلنا ..
من صفحة الكاتب سيدى علي بلعمش