يا هرقل أسلم تسلم يؤتيك الله أجرك مرتين , فلم يدعو رسول الله صلي الله عليه و سلم هرقل الي السلام انما دعاه الي الاسلام , وأما أن يدعوا أصحاب مؤتمر السلام و التقارب بين الأديان للسلام قبل ان يدعوا الناس الي الاسلام , فتلك سنة ضيزى ، جائرة ، غير منصفة ،غير صائبة , مخالفة لسنة المصطفي صلي الله عليه و سلم و لمنهجه ولمؤتمراته التي كانت كلها دعوة الي الإسلام و لم تكن دعوة للسلام .
وأما التقارب بين الأديان ، فأية أديان ؟ لقد حرف المغضوب عليهم والضالون ، كلام الله و نشروا كتبا مزورة مشحونة بالخرافات و اللغو من القول و الكلام الباطل ، ونسبوها للخالق جل و علا علوا كبيرا عن ما افتروا و يفترون , و هم انفسهم يعترفون بالتحريف الذي طال التوراة و الانجيل , فهل بعد ذا يقبل مسلم دمج المصحف والتورات والانجيل في كتاب واحد ، يوضع في المطارات و المتاحف و القاعات و يقدم للناس كنموذج من كلام الله و العياذ بالله , جرم كبير ودعوة ضالة باسم السلام و التقارب بين الأديان , تدعو كذلك لحذف من القرآن مصطلحات الكفر ، اليهود ، النصارى و الي ابعد من ذلك ، الي حذف سورة المائدة من المقررات المدرسية ، لتضمها للآية الكريمة ( المسلمة الكونية ) : " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا .... "
ولتستمر دعوة التسامح و السلام و الخلط بين الأديان لتضرب كل بنان، فتدعو للمساوات بين الرجال و النساء و السماح للمرأة بتعدد الأزواج و تدعو للمثلية و تروج لثقافة النوع , والشعار دائما هو: التسامح ، السلام , التقارب بين الأديان, نفاق بواح و جريمة كبرى في حق الأمة ، الاسلام منها براء, فلا ديانات بعد ظهور دعوة النبي محمد صلي الله عليه و سلم ، فالدين واحد , هو الاسلام ، فمن شاء فليسلم و من شاء فليكفر , و يظل منهج الأمة هو القران : " لكم دينكم و لي ديني " و " لا اكراه في الدين "فليبقي كل الغرب علي دينهم ان شاءوا , و أما ان يكذب عليهم و يقال لهم ان الاسلام يرحب بدياناتهم فتلك كذبة و فرية علي الاسلام و المسلمين , ولكن مرحب بهم في المعاملات و في التجارة و المصالح البشرية المشتركة .
أعداء الإسلام و المؤامرة : جندوا ضباطا في داعش و قتلوا و مزقوا الاجساد أشلاء باسم الإسلام لتشويه الاسلام وجندوا دعاة للعنصرية لتحريك النعرات العرقية في البلدان الإسلامية متعددة الاعراق مثل موريتانيا , جندوا كذلك علماء و أئمة لمحاربة الاسلام من عمقه متخذين السلام و الإنسانية وسماحة الإسلام شعارا, ثم اتجهوا الي الصوفية ( بعض الصوفية) فجندوهم لتشويه صورة الإسلام بإظهاره فلكلورا شعبيا و رقصات و حلقات ذكر ممزوج برقص و شطح و إغماء و وصول , لكن الي اين ؟ ,أما الصوفية الصادقة الذين يوقرون الأولياء و الصالحين و يزورون القبور لا تقديسا لأصحابها انما امتثالا لأوامر رسول الله صلي عليه و سلم، الحديث " .. ألا فزوروها " لأنها تذكر بالآخرة، و تذكر بحق الأموات علي الأحياء بالدعاء لهم و التصدق عنهم و زيارة قبورهم كما كان يفعل سيد الخلق عليه الصلاة و السلام مع اهل البقيع , فقد سلم هؤلاء الصوفية ( الإسلام الطبيعي ) من دسائس أصحاب المؤامرة
و من دسائس مؤامرتهم ضد الإسلام : أن خلقوا الحساسية من أهل البيت , حتي جعلوا البعض يتحفظ ويظنها غيرة علي الدين و هي جهل و حماقة , من تسمية أبنائهم علي الحسن و الحسين و نفروا الناس من أهل البيت ضاربين بعرض الحائط قدرهم و منزلتهم لدى الأمة و متنكرين للمسلمة الثابتة في الإسلام وهي : أن من لا يحب أهل البيت لا يحب محمدا صلي الله عليه و سلم , و من لا يحب محمدا فليس مسلما , و من دسائسهم كذلك ضد الإسلام أن جعلوا الناس في الخليج يعيشون في رعب و ترهيب و تجسس و تنصت علي الجوالات و مراقبة التنقل و اللقاءات واصبحوا في ضيق و كدر عيش بسبب التحريات ونشر ثقافة الرعب و المصطلحات : أمن الدولة , مسألة أمنية ...
وكله من أشكال المؤامرة , فالأمة بخير و لا تحتاج هذه الأجواء العكرة , سوقوا كذلك لديمقراطيتهم و فرضوها علي الشعوب لمساواة الأصوات بين اللص و العالم و الرقاص و الفقيه و المهندس و الطبيب و قاطع الطريق , والهدف الخبيث وراء كل ذلك هو اسناد الأمر لغيره و اتاحة الفرصة في المستقبل لأراذل الناس ليحكموا العالم .
العلم و العلماء : ابليس عالم ، لكن, أضله الله بعلمه ، جوزيف مستشرق انجليزي يحفظ الكتب و متون الفقه الاسلامي عن ظهر قلب , فقيه بامتياز لكن اضله الله علي بينة, و العلم اليوم متاح في جوجل ، جوجل نفسه فقيه و عالم , فالعبرة ليست في العلم انما في العمل به
الوسطية الصحيحة في الإسلام : ليست وسطية الذل و الانبطاح ، التي يذوب أهلها و ينسون انفسهم في وجه الآخر, فالأمة الإسلامية لها كرامة و ماضي مشرف و حضارة ، لكن الأيام دول , والأمة اليوم تعيش مرحلة الضعف و الانكسار, الا انه لن يطول بإذن الله و لذا فالصبر و الصمود مطلوب اما الانبطاح و التخلي عن المبادئ و الأصول فمرفوض .
أين كان اليهود منذ 80 عاما، فهل كان لهم كيان و دولة ؟ وهل كانوا بهذه القوة التي يدعون , كلا , بل كانوا أذلة في أوروبا مضطهدين , وعبر التاريخ , فمن الذي احتضن اليهود ؟ هل هو الغرب ؟ أم الدولة الإسلامية في المغرب و شمال افريقيا و في المشرق و بلاد الشام , وكذلك الحال بالنسبة للأفارقة السود , فمن الذي شردهم و استعبدهم و صدرهم في بواخر من جزيرة جوري في السينغال بالآلاف لأوروبا و أمريكا , أليس الغرب ؟ , ومن الذي حررهم و احتضنهم و رفض التمييز في اللون ؟ أليس الاسلام و المسلمون , الغرب لا يستطيعون فعل ذلك بسبب خضوعهم لليهود و هم أشد الناس كرها للسود, فالمسلمون هم الذين احتضنوا السود و حرروا العبيد امتثالا لتعاليم الاسلام ، الدين الوحيد الذي يرفض التمييز العنصري و يرحب بكل البشر باختلاف ألوانهم و أعراقهم, بلال الحبشي افريقي ( أسود ) ، سلمان الفارسي إيراني ( أصفر)، صهيب الرومي أوروبي , حمزة بن عبد المطلب عربي ( ابيض ) ، انطلاقة الإسلام , رسالة من الله, أن دين الإسلام هو دين للسود و البيض و الصفر و لكل الأعراق و الأمم.
ختاما و عود علي بدأ ، فإن هذا المؤتمر " الاسلامي " و دعوته للسلام ، هي دعوة حق و لكن اريد بها باطل وهو تشريع التقارب و التآخي بين دين التثليث أي عبادة ثلاثة آلهة و بين دين الاسلام الذي لا يعترف الا باله واحد و هو الله , فهي دعوة تافهة و جهد أصحابها , جهد سقيم , و الغرب أصحابهم يعترفون بأن الاسلام اتخذ اسمه من السلام ، فهم لا يحتاجون من يدعوهم للسلام انما يحتاجون من يدعوهم الي الاسلام ، فليقف علماء الامة صادقين مع انفسهم و مع أمتهم ، و يدعون الي الاسلام بدل الدعوة للسلام , كما فعل خير الأنام ، يا هرقل أسلم , تسلم .
· البشير ولد بيا ولد سليمان
Email : [email protected]
.jpg)
.gif)
.gif)