السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أخي سعادة النائب البرلماني جمال إنجينورت ، فلأنك تركيا ولست عربيا ، فانت ترفض تحية : " السلام عليكم" ، هكذا تقول.
اخي جمال ، الاسلام ليس دين العرب وحدهم ، فانظر الي حكمة الله ، و الي انطلاقة الاسلام مع هؤلاء : حمزة القرشي) عربي ) ، بلال الحبشي( افريقي ) ، سلمان الفارسي ( ايراني ) ، صهيب الرومي ( اوروبي ) , رسالة واضحة و أنه دين أممي.
و انظر الي أصناف التحية في العالم ، الاتراك ، يقولون مرحبا ، الصينيون ، يقولون ني هاو (مرحبا ) ، الروس مرحبا ، الانجليز و الفرنسيون , يقولون : صباح الخير, مساء الخير.
وحدهم المسلمون في العالم ( و ليس العرب فقط ) يقولون : السلام عليكم و رحمة الله ومعناها : التمني و الترجي و الدعاء للشخص أو الأشخاص ليحل عليهم السلام و يعيشوا في سلام و وئام ، و هذا هو أكبر شيئ يهديه شخص لشخص او يدعوا به له او يتمناه.
فالسلام هو ضالة البشر، التي يفتش عنها الجميع ، فكل انسان يكدح في الحياة ، ليحقق لنفسه السلام و الاستقرار المادي و المعنوي ، ليعيش في سلام و أمان ، و لهذا فالمسلمون يحيون العالم ، كل يوم بعبارة " السلام عليكم و رحمة الله " ، او علي الأقل بما يفيد معناها ، بالتركية Tanrı'nın barışı ve merhamet ، بالانجليزية Peace and mercy of God , و لا يحيون الناس , بمرحبا او صباح الخير.
أخي جمال , المسلمون في العالم ، يتعلقون باللغة العربية و يولونها الأسبقية في كل شيئ ، ليس لأنها لغة العرب ، انما لأنها لغة القرآن الكريم : كتاب الله و كلامه ، يقول الله : "
وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ" ...... " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ " ، و يقول ربنا جل و علا في سورة اخرى : إنا أنزلناه قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
فلاحظ أخي هذه الآيات : " بلسان عربي مبين " و الآية : " لعلكم تعقلون "
و" لعل " تفيد الترجي ، فالله هو خالقي و خالقك و خالق الكون كله ، يترجانا ( و هو منزه عن النقص و الحاجة ) ان ننتبه وان نعقل ان القرآن، بلسان عربي مبين , فهكذا أراد الله , لحكمة لا يعلمها الا هو, و لا دخل للعرب في ذلك.
فاللغة العربية مرتبطة بالقرآن لا بقبيلة او قوم ، وتعلمها ضروري و مفيد جدا لكل انسان , فهي تحفظ من الآفات و الأمراض لارتباط ألفاظها بالقرآن الكريم ، و ميزات اخرى عديدة نفسية و روحية في اللغة العربية ( لغة القرآن ) , لا يعلمها سوى الله ، الذي نبهنا عليها بقوله : " لعلكم تعقلون " ، " انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعلقون " .
اخي جمال : و انت كأي مسلم ، فانت تعرف ان الصلاة هي عماد الدين ، و انها فرض عليك و علي كل مسلم ، فهذا الوقوف اليومي الذي نعمل في الصلاة ، و نقرأ فيه سورة الفاتحة ، لا نقرأها بالتركية ، و لا بالفارسية و لا بالإنجليزية ، و لا البرتقالية ، انما لا بد ان نقرأ " الفاتحة " باللغة العربية ، و الا فان صلاتنا غير صحيحة , و هذا معروف عند مسلمي الصين ، و مسلمي آمريكا، و مسلمي افريقيا ، و مسلمي الجزيرة العربية ، و كل مسلمي العالم.
فلا تجعل أخي ، من اللغة العربية حساسية ، فالمسألة ليست مسألة لغات ، و سياسات و احزاب و انتخابات ، و قوميات , أتراك ، عرب ، افغان ، امريكان ، سودان ، انجليز ، طليان ...
المسألة أجل من ذلك و أعظم ، مسألة خير أمة ، اخرجت للناس ( أمة الاسلام ) ، أمة محمد صلي الله عليه و سلم ، أمة الفرسان الذين دوخوا العالم ، وأوصلوا رسالة الاسلام علي ظهور الخيل لأقصي البقاع ، أمة القعقاع بن عمرو ( لا يهزم جيش فيه القعقاع ) ، امة صلاح الدين الايوبي ، امة محمد الفاتح ، امة عثمان بن ارطغرل ، الذي قهر أوروبا ، و أسس الامبراطورية الاسلامية التي حكمت العالم لمدة ٦٠٠ عام .
واخيرا اخي جمال ، هل تعلم ان الامم المتحدة تتجه لتعتمد عبارة : السلام عليكم ، ليفتتح بها أي متدخل اثناء جلساتها , خطابه ، وهل تعرف ما هو السبب في ذلك ؟ السبب هو أنها العبارة الوحيدة التي تجسد السلام و احلال السلام الذي تسعي او يفترض ان تسعي اليه منظمة الامم المتحدة.
· البشير ولد بيا سليمان / انواكشوط - موريتانيا