عندما تستيقظ الصين..سوف يرجُف العالم!
كتاب من أكثر الكتب مبيعًا وأكثرهم قراءة وتداولا في سبعينيات القرن الماضي. جاء في سياق زيارة قام بها "آلان بيرفيت" (Alain Peyrefitte) الكاتب والسياسي الفرنسي إلى الصين في عام 1971 على رأس وفد برلماني، عندما كان رئيسًا للجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية في الجمعية الوطنية الفرنسية. بعد عودته، نشر هذا الكتاب، وضمنه تقريرًا استقصائيًا عن حالة الصين في خضم الثورة الثقافية. أطروحته الرئيسية هي أنه بالنظر إلى حجم ونمو سكان الصين، فإنها ستفرض نفسها حتما على بقية العالم بمجرد أن تتقن التكنولوجيا الكافية.
لو كان "آلان بيرفيت" حاضرا اليوم لقال: "أفريقيا تستيقظ.. والعالم يرجف".
أفريقيا هي ثاني اكبر قارة في العالم، وتضم مزيجا فريدا من الخصائص والمقدرات. عدد سكانها يقارب 2 مليار نسمة، وتتميز بكونها قارة شابة، تحتوي في باطن أرضها بحسب التقديرات العالمية على 40٪ من احتياطيات الذهب، و 30٪ من الاحتياطيات المعدنية الأخرى، و 12٪ من احتياطيات النفط. والأهم من ذلك، أنها قارة بِكر.
بها 55 دولة تصوت في الجمعيه العامة للأمم المتحدة، ما يجعلها قوة ضاربة في الشؤون الدولية. وقد برهنت على ذلك أكثر من مرة عبر تاريخها الطويل. كانت هي رأس الحربة في النضال من أجل تصفية الاستعمار فوق أراضيها وإزالة نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. وتميزت بالدفاع عن كل القضايا العادلة حول العالم، مثل حق الشعب الفلسطينى في استرجاع أرضه، وحق جمهورية الصين الشعبية في استرجاع مقعدها في الأمم المتحدة، وإنهاء الحصار الذي فرضه الغرب على ليبيا في عهد الرئيس معمر القذافي.. وكذا حروبها على الصعيد الاقتصادي من أجل رد الاعتبار للمواد الأولية، وتحسين شروط التبادل التجاري، إلخ..
من الواضح اليوم أن القارة الافريقية تستيقظ، و تصحو، و بدأت تسمع صوتها الحر، ولا شيء أدل على ذلك مما يصيب العالم الآن من ارتفاع ضغط الدم، و الحمى الشديدة التي تنهك جسمه وعقله، ولا سيما تلك الصفعات المتكررة التي وجهت للمستعمرين السابقين، وليس أقلها محاولة أفريقيا التوسط في الحرب الروسية الأوكرانية.
لو كان "آلان بيرفيت" موجودا اليوم لكتب: "أفريقيا تستيقظ…ارجُفوا!"
Si Alain Peyrefitte était là, il aurait écrit: l’Afrique se réveille.. Tremblez
الوزير و السفير السابق محمد فال ولد بلال