في مقابلة مع موقع عربي21 بتاريخ 13/2/2023 تقمص نائب رئيس حزب تواصل الإخواني المعارض دور وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الموريتانية! فطفق "يحلل" اتصالات فخامة الرئيس ولقاءاته. وهذه سابقة في السياسة وبدعة في الديمقراطية التي تحدد للمعارضة دور المراقب الناقد لعمل الحكومة، فاختار نائب حزب تواصل دور الشارح المبيّن للمقاصد.."اتصال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بالرئيس السوري بشار الأسد سببه إنساني بحت". من خول رئيس حزب تواصل بتأويل فعل الرئيس بما يخدم أجندة التنظيم العالمي في سوريا؟
يتمادى نائب رئيس حزب تواصل في انتحال شخصية المتحدث الرسمي باسم الحكومة مفسرا اتصال الرئيس بنظيريه السوري والإيراني، واستقباله وزير خارجية روسيا "بأنه جزء من تصريف السياسة الخارجية الموريتانية وتقدير لمصالح البلاد... واستبعد..." للحكومة ناطق رسمي معروف هو المخول بتفسير نشاطات فخامة الرئيس، وله وحده أن يتبنى، ويستبعد.
لا يكتفي نائب رئيس حزب تواصل بالافتيات على وزارة الخارجية، وانتحال النطق باسم الحكومة، بل يذهب أبعد من ذلك.."... أما في موضوع سوريا فليس هناك تطور جديد في العلاقة، لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى الشعبي، ولا على المستوى الحزبي...". ما علاقة معارض بالمستوى الرسمي من علاقات نظام ليس جزء منه، وهل يحق له الحديث باسم الشعب وهو لا يمثل سوى أقلية بحكم موقعه في المعارضة، وعن أي حزب يتحدث؟ حزب الانصاف أم حزب تواصل؟
يطرح الموقع الإخواني سؤالا على نائب رئيس حزب الإخوان، صيغ بطريقة توجهه إلى الإجابة المطلوبة.." وعن ما إذا كان الاتصال الهاتفي... يعني وجود تحول رسمي في العلاقات بين البلدين لجهة إعادة الاعتراف بنظام الأسد..." هنا تتجلى الخاصية التاريخية لخطاب الإخوان:الكذب والتدليس. من يقرأ السؤال يعتقد أن موريتانيا سحبت اعترافها بالحكومة السورية. والواقع عكس ذلك تماما؛ فلا تزال سفارة الجمهورية العربية السورية مفتوحة في نواكشوط، وسفيرنا في دمشق، وزير دفاع سابق، يمارس مهامه في دمشق الصامدة. يقدم نائب رئيس حزب تواصل الإخواني الإجابة المنتظرة منه.." لا، أبدا... ونحن [ من أنتم؟] دائما موقفنا يتجه نحو دعم الثورات السلمية..." لم تكن موريتانيا الرسمية يوما داعما لفتنة الربيع، وقد كادت تكتوي بلظاها.
الطريف أن نائب رئيس حزب تواصل يعترف.. " ونحن لا يمكن أن نقول إن لدينا في حزب تواصل تصورا واضحا عن مصلحة موريتانيا مع هذا الطرف أو ذاك..." لكنه يدرك مقاصد فخامة الرئيس من اتصالاته ولقاءاته، وهو خبير بخفايا السياسة الخارجية للحكومة. فإذا كان الحزب الذي هو نائب رئيسه ليس لديه "تصورا واضحا عن مصلحة موريتانيا..." فكيف أصبح ضليعا في السياسة الخارجية لنظام يعارضه؟
إذا كانت هذه هي حال إخوان المعارضة؛ النطق باسم الحكومة، وتأويل أفعال الرئيس، وشرح السياسة الخارجية... فما بالك ب"إخوان الصفا" الذين أصبحوا منا بمنزلة الحجاج من الوليد؟
لم تكن "طبخة البرلمان" سوى Soupe لفتح الشهية ل"وليمة للغربان" تنضج على "الجليد والنار" في الانتخابات القادمة لنجرب في الأغلبية "الرقص مع التنانين" على إيقاع slow بعد أن أرهقنا إيقاع السامبا في "الرقص مع الذئاب" أثناء الحوار.
دكتور الكنتى