مشهد رئيس الجمهورية السابق في قفص الاتهام لم يكن مريحا..بالنسبة لمن عرفه في عزه وكامل فخامته.
ولا اعرف لماذا قبل المتهمون معه الجلوس خلفه
وكأنه مازال في مركز اكبر منهم ..؟
ربما فضلوا التواري خلفه لتحميله مسؤولية محنتهم الحالية وربما فعلوا ذلك من باب البروتوكول والتمدين حتى في أحلك الظروف.
لقد كان شاحبا ومتوترا قليلا..
وامضينا اليوم في بحث أمور شكلية..مثل حقانية الطرف المدني المزعوم ومنظمات أهلية في الانتصاب من ذات نفسها للدفاع عن المال العام.
وتذكرت منظمات ديدي ولد السالك ومحمد عبد الله بليل .. التي شكت بالباطن نيابة عن الرئيس عزيز..في قضية مليارات دبي واعتقل نفس الوكيل المتحمس للذب عن عرض الرئيس ساعتها اناسا بموجب تلك الشكوى الكيدية...
وقد مكثوا في السجن شهورا طويلة ...
استظهرت النيابة ساعتها بوثيقة مزيفة على دولة الامارات العربية لإثبات براءة الرئيس..ولم تصمد.
ودارت الايام فها هي اليوم نفس النيابة تتحمس..لتكبيل نفس الشخص الذي كانت تسجن الناس لجبر خاطره..!
الإجراءات الأمنية كانت عادية رغم وجود تحمس إضافي في بعض عناصر البوليس...
قبيلة الرئيس السابق لم يحضر اي احد من مشاهيرها واقتصر الأمر على نسوة... وشيخ تقليدي يدعى ولد عابدين..!
الشيوخ التقليديون دوما كلحم الرقبة وهم اخر من يصمد في المواجهات ...لقد ذكرني تشبثه بلعب دوره المجتمعي الجميل بالمرحوم سالم ولد بوبوط خلال محنة زيدان ولد احميدة.
الفولكلور الافريقي يدفع بأصحابه الى مواقف جميلة غالبا..
أظهر عمارو ولد المش مهارة كبيرة في إدارة الجلسة وحكم بإخراج منظمات الطرف المدني من القضية والتي ستقتصر من اليوم الجدالات فيها بين الدولة والمتهمين.
لقد كسب دفاع المتهمين هذه الجولة.
لا أعرف نتيجة هذه المحاكمة واغلب ظني انها ستسير بشكل طبيعي لا تعسف فيه ولا تهاون.
ولله الأمر من قبل ومن بعد..
من صفحة المحامى و الوزير السابق محمد ولد أمين