أثارت رسالة بعثت بها مريم داداه، وهي حرم أول رئيس لجمهورية موريتانيا، أمس إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وطالبت فيها بإطلاق اسم زوجها الرئيس مختار ولد داده على مطار نواكشوط الجديد، جدلا كبيرا بين السيدة الأولى السابقة ورابطة تخليد أبطال المقاومة.
وكان الرئيس الموريتاني قد أمر بإطلاق مسمى «مطار أم التونسي الدولي» على المطار الجديد تخليدا لمنطقة أم التونسي الواقعة قرب المطار والتي شهدت عام 1932 معركة بين المحتل الفرنسي وأبطال مقاومة الاحتلال الفرنسي.
وأكدت مريم داداه، وهي فرنسية الأصل، في رسالتها للرئيس الموريتاني»أن اسم «أم التونسي» يذكر بمعركة مواجهة وقعت سنة 1932، في إطار بسط السلم الجاري وقتها في موريتانيا، بين جمالة الترارزة الموالين لفرنسا، وموريتانيين آخرين معادين للدولة الفرنسية».
«هذه المعركة، تضيف مريم داداه، ترمز في نظرنا للانقسام وموريتانيا بحاجة للوحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى».
وأضافت «في أغلب الدول الأفريقية يحمل مطار العاصمة اسم الأب المؤسس، ونحن نأمل بأن نرى مطار نواكشوط الجديد الذي سيدشن خلال أيام، وهو يحمل اسم المختار ولد داداه ،الأب المؤسس للجمهورية الإسلامية الموريتانية».
«إن قرارا مثل هذا، تؤكد مريم داداه مخاطبة الرئيس، سيندرج طبيعيا ضمن المسلسل الذي بدأتموه عند وصولكم للسلطة عام 2008، وإذا لم يحدث ذلك فإننا سنتوجس خوفا من أن يحمل نفي تاريخنا المعاصر تهديدات خطيرة لبلدنا».
هذه الرسالة أثارت حفيظة رابطة تخليد بطولات المقاومة الموريتانية التي أكدت في بيان أمس أنها «سجلت إساءة جديدة للذاكرة الوطنية الموريتانية، وهذه المرة جاءت الإساءة من طرف السيدة الأولى السابقة مريم داداه التي عكست رسالتها تحريفا وتلاعبا مقصودا بحقائق التاريخ».
وأكدت الرابطة في بيان وزعته أمس «نهاية مرحلة طمس التاريخ، وبخاصة حقبة المقاومة المجيدة التي عانينا منها خلال عقود الاستقلال الماضية، وأصبح من حق الأجيال الحالية أن تدرك أن لها تاريخا ناصعا تعتز به هو حقبة المقاومة المجيدة ضد الاستعمار الأجنبي».
«ومن واجب الدولة، تضيف الرابطة، أن تخلد معارك المقاومة الوطنية وكذلك أبطال المقاومة وأن تطلق أسماءهم على الشوارع والساحات والمطارات وغير ذلك من المنشآت العمومية».
وأضافت «أن إطلاق اسم «معركة أم التونسي»، على مطار نواكشوط الدولي الجديد، تكريم لأبطال المقاومة وإعادة اعتبار لتراثنا البطولي في مواجهة المحتل الأجنبي، فضلا عن أن المطار يقع إلى جوار ميدان المعركة المذكورة».
وشدد بيان رابطة المقاومة على «أن معركة أم التونسي جرت بين المقاومة الموريتانية وكتيبة الاحتلال الفرنسي المعروفة بالكتيبة المتنقلة للترارزة وبقيادة النقيب دي لانج المصحوب بستة فرنسيين، وهذا يفند ادعاء مريم داداه بأن المعركة وقعت بين تجمع رحل الترارزة الموالي لفرنسا والموريتانيين المعادين لها».
وأكد البيان على «أن أولوية التكريم هي للمقاومة الوطنية فلها الأسبقية الزمنية وبعد ذلك يأتي دور الآخرين».
نواكشوط -« القدس العربي»