تقضي سنة المقارنة أن يكون المقارن عالما بخفايا المقارن بينهما، مدركا لحجم المسؤولية التي وضع على عاتقه ، حتى لا يحمل حكمه المبني أصلا على المقارنة إجحافا بحق أي من المقارن بينهما.
ولأن حكما صدر دون دراية من شخص حاول المقارنة بين وزير أول سابق " الدكتور مولاي ولد محمد لغظف" يحترم لخلفه كونه خيار رئيس الجمهورية، ووزير أول حالي " المهندس يحيى ولد حدمين" يقدر لسلفه إنجازاته الشاهدة على حسن تسييره ويعتبرها نجاحا لرئيس الجمهورية في اختياره كرجل لأحرج مرحلة مرت بها البلاد منذ استقلالها. لهذا السبب ولكوني من بين أكثر العارفين بالدكتور مولاي ولد محمد لغظف وجب علي تصحيح بعض ما ورد من مغالطات في مقارنة الزميل والتي سأحملها على باب الجهل بماضي وحاضر الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، ولا علاقة لها بموضوع آخر.
بدأ الزميل متحدثا عن إيجابيات الدكتور مولاي ولد محمد لغظف وذكر من بينها حسن علاقاته بأوروبا، وهي لوحة شرف تنضاف إلى لوحات سبقتها كونها نتاجا طبيعيا لتمثيل ناجح لموريتانيا ببلجيكا الحاضنة لغالبية مقرات المنظمات والهيئات التابعة للإتحاد الأوروبي. علاقاته المميزة مع البلاط الملكي المغربي كانت النقطة الثانية من إيجابيات الدكتور حسب وصف الزميل ، هنا سأفيد زميلي بمعلومات تاريخية ربما كان يجهلها، فالعلامة الشيخ محمد الأغظف الولاتي الحوضي جد الدكتور مولاي ولد محمد الأغظف كان أستاذ الملك مولاي عبد الحفيظ ومفتي الديار المراكشية " المملكة المغربية حاليا" وهو مؤلف كتاب اللبيب شارحا من خلاله نظم مولاي عبد الحفيظ في النحو أول كتاب مطبوع يصدره موريتاني، وهو ما يجعل من علاقة الدكتور بالبلاط المغربي علاقة ضاربة في عمق التاريخ ومبنية على أساس علمي ديني محض.
بعد ذكر الإيجابيات دون تفصيل، بدأ الزميل في مغالطة أخرى، قد تكون أيضا نابعة من جهله بالدكتور، حيث ذكر أن لا علاقة تربطه بمحيطه الاجتماعي، وهو لعمري محض افتراء، فالزائر لبيت الدكتور أيام زيارة الرئيس لولاية الحوض الشرقي يخيل إليه من كثرة الوفود باختلاف قبائلها وألوانها أن البيت تحول من مسكن إلى ولاية، حيث لم تسعف الدكتور الأيام الثلاثة التي أمضاها قبل الزيارة لتبادل أطراف الحديث مع الزائرين من وجهاء وأئمة وعلماء فما بالك بالعامة.
فيما كان الحديث عن الدكتور خارج البيت ينصب حول توفيره ل120 نقطة مائية بولاية الحوض الشرقي بشكل مجاني ، هذا فضلا عن مناطق أخرى من بينها " عرفات مفتاح الخير" بولاية ترارزة.
ورغم حسن العلاقة التي تربط الدكتور بأبناء ولايته بل وكافة رموز ولايات موريتانيا إضافة إلى درايته المتميزة بعلوم أنساب موريتانيا، إلا أنه نأى بنفسه عن المشاكل القبلية والجهوية واعتبر نفسه ملكا لكافة الموريتانيين كونه يعمل على تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية الذي يشملهم جميعا دون استثناء. ومن يعرفون الدكتور عن قرب وحتى أولئك الذين لم يروه إلا عبر الشاشة يشهدون له بالبشاشة وحسن الخلق، وتلك مرتبة لا ينالها من في قلبه ذرة سوء تجاه مخلوق يدب على سطح الأرض، وبناء على ذلك لن يكون إلا مثالا يحتذي به أبناء وطنه عموما فما بالك بمحيطه الاجتماعي.
بادو ولد محمد فال امصبوع