أنبل من في العالم بأسره اليوم، وأزكى من يصغى إليه صدقا وعدلا، ويجتمع عليه منذ عقدين ملايين الدعاة إلى الله، يتزاحمون حِلقاً حوله، ويتداولون دروس علمه و سلوكه، ويبثون جواهر تفسيره وتبليغه، وتزهر قلوبهم بمحبة ذكره ونضارة وجهه، هو الداعية المحبوب وشيخنا العارف محمد ولد سيد يحي حفظه الله وأدام عزه ومجده.
إذا دعا إلى درس أصغت إليه الحشود، كأنما تراك في مشهد منىً أو عرفة؛ وإذا تكلم بنُصحٍ ساد السكون و اندحرت الفتنة؛ وإذا قال صدق، وإذا أمر أطيع، وإذا حشد فلا يخذله جنوده، ولا تكذبه وفوده.
هو إمام المستضعفين، وهو بقية الصالحين، قوي بلا سلطان، كثير بلا مال، مورود بلا أحزاب، مطاع بلا شنآن ولا إعلام.
هؤلاء الذين يهاجمونه، ويلمزون فيه، كتبهم الله في الأذلين، هم مُبْلِسُون لا يعرفون دور الإمام والداعية في الحفاظ على سطوع كلمة الحق، وفي السكينة والسلم الاجتماعي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وفي العالم بأسره.
والفروق كثيرة بين دعوته ودعاويهم؛ فالدين لدى الشيخ هو الدين الواصب، أمًا هم فيتاجرون بالدين، يحسبونه دين الدكان أو دين الأصنام؛
الشيخ محتسب، مهنته تبليغ رسالات الله، لا يخشى إلا الله، ولا يريد إلا إعلاء كلمة الله، وأولائك عبدة الرأي والشبهة وحظوظ شهوات النفس، عبدة الدينار والدرهم، يعملون من أجل البشر، ومبتغاهم رضا المخلوق الأبْتَر.
هذه دعوة ما ذكرها أحد بسوء منذ أربعين سنة إلا خُسف به و غرق في لج من الخبال والخزي. وهذا شيخ وإمام ما تعرض له مستهزئ. إلا عُلِم أمره في قدر الله العزيز الحكيم الذي خلق فقدر، القائل في الحديث القدسي: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)).
مَهٍ أيها المرائي! والله لن تبلغوا مجده، ولن تطفئوا شمسه، ولن تنالوا في ركاز الدعوة كعبَهُ؛ ووالله لتُغلَبُنَّ ولترْكَبُنَّ طبقا عن طبق، ولتُبتُّون بتًّا، (تبت يدا أبي لهب وتب)