هزت معهدبحوث الصحة العمومية فى نواكشوط فضيحة لم تضع سمعته فى الحضيض فقط ولكنها أيضا نسفت جسر الثقة الضعيف أصلا بينه وبين شركائه محليا وخارجيا والحقت بالغ الأذى بسمعة وزارة الصحة ومهابة الدولة الموريتانية
بطلة الفصيحة هي السيدة( ع / ل) سكرتيرة مدللة ابطات بها خبرتها وكفاءتها ومسؤوليتها ليسرع بها( نسبها) فنزلت بالمظلة مع تعيين عمها مديرا ( سابقا ) للمعهد لتكون سكرتيرة وراس حربة فى شبكة اخطبوطية تتلوى فى مكاتب المعهد وإدارته لتنشر الفساد والتربح ختى على حساب مصالح المرضى وسمعة المعهد والوزارة والدولة ضاربة عرض الحائط بقدسية سرية الفحوصات وبابسط شعور انساني اووطني
الحكاية ليست جديدة فالتزوير والبيع طالا تقريبا كل مايصدر عن المعهد من فحوص مصيرية طيلة السنوات الماضية
كانت السكرتيرة توفر للمسافرين والمراجعين بالتعاون مع شبكتها اوراق ودفاتر التطعيمات والمراقبة الوبائية بمبالغ يتم التفاهم عليها ويتم لاحقا تقاسمها بضيزية بين أعضاء( الشبكة)
كانت سكرتيرة مدللة تركها عمها لتكون سيدة المعهد الذى اداره رجال يتميزون غالبا بالضعف فلايتحكمون سوى فى المقاعد التى يجلسون عليها واولويتهم حساب مستحقاتهم المادية واحيانا لامعلومات لديهم عن كل مايجرى من حولهم يتذمر العمال تتعطل الأجهزة دون أن يخرجوا من مكاتبهم المظلمة
وفرت تلك الوضعية بيئة مثالية تحركت فيها السكرتيرة بأمان شديد وحصنت نفسها بعلافات اخطبوطية مع بعض المحاسبين والنافذين فى المعهد وصغار الموظفين
عند بداية تكفل المعهد بفحوص ( كورونا) واعتماده رسميا جهة مرجعية لتلك الفحوص بعد تزويده بطاقم ضارب وتجهيزات متطورة واقبال الناس عليه مرضى وطلابا ومسافرين تحركت السكرنيرة بسرعة للتكسب من نتائج الفحوص المزورة وبيعها
ومنذ حوالى 25يوما تقريبا تمكنت بمساعدة( اخرين) من بيع عشرات نتائج الفحوص خاصة للمسافرين والاثرياء المتعجلين بمبلغ يتراوح بين 30 و60ألف اوقية قديمة
ويبدو ان الناس اقبلوا على التعامل معها فهي تكفيهم مشقة الطابور وتستخرج لهم نتيجة الفحص بسرعة و( تضمن) لهم سلبيتها
هي مجرد سكرتيرة لاعلاقة لها بالطب ولابالمخبر ولاتحمل سوى شهادة سكرتيريا مكتبية فرنسية الله أعلم من اين حصلت عليها
الكارثة أنها قذفت بعشرات الاشخاص إلى خارج البلاد يحملون شهادة خلو من ( كورونا) تحمل ختم المؤسسة الوطنية الوحيدة المخولة باستصدار تلك الشهادات
والكارثة أنها قدتتسبب فى تفشى بركان وبائي خارج البلاد يتجاوز خطره خطر موجة ثانية وثالثة وسلالة عاشرة من الفايروس
لقدكانت تصدر( انغماسيين) وبائيين يوميا تقريبا لينتشروافى الآفاق
وأكثر من ذلك ضربت عصافير كثيرة بحجر خيانة واحد
ضربت مصداقية المعهد
اهانت وزارة الصحة وسمعتها و( دلت وجهها) أمام شركائها
لطخت وجة الوطن بهذه الفضيحة المجلجلة
اظهرت المعهد ضعيفا مرتجفا مهنيا بلااسرار وبلاخصوصيات وضربت فى الصميم الاحترام الذى كانت تحظى به طواقمه وتجهيزاته وفحوصاته وسمعته
والادهى من كل ذلك أن السكرتيرة ليست الا شجرة تخفى غابة تسيب وإهمال وضعف وطني مهني فى عمل المعهد فماكان ينبغى لها متابعة مسار الفحوصات ولاتغييرها ولابيعها وليس لها الحق فى معرفة مراحل الفحص من احذ العينة حتى ايداع النتيجة فى ظرف مغلق بالغ الأمان والسرية لاتحق رؤيته ألا للجهة الطبية اوالمخبرية التى ستستقبل صاحبه
ثمة حلقة مفقودة
كيف وصلت شكليات الفحص والاختام الخاصة به للسكرتيرة التى من المفروض انها لاتقوم بأكثر من ترتيب الفحوصات فى مظاريف مغلقة وسرية تمهرها فقط بالارقام التسلسلية والتاريخ ولايحق لها لامهنيا ولاقانونيا ولااخلاقيا النظر فى النتائج اوالتعرف على أسرارها
تعامل الوزارة مع السيدة كان تعاملا خجولا مرتعشا ولم يفتح تحقيق قضائي حتى الان
فنفوذ السيدة جعلها تعود لمنزلها وكانها كانت توزع الحلوى على ايتام مشردين
لابد من فتح تحقيق يطال السيدة وشبكتها للوصول إلى الجواب الأبرز
من اوصل للسكرتيرة مفاتيح النتائج ورفع السرية عن الشكليات والاختام ليتم بيعها ببساطة تحت كاميرات المراقبة
ومن سهل لها عملها الخياني وساعدها فى انسيابيته
الأمر جلل فضيحة بل لنقل مجزرة مهنية واخلاقية
لابد من مساءلة المتحكمين فى المعهد عبرتحقيق يبدا فى مكاتب الادارة مرورا بالمحاسب ومصلحة الأشخاص وصولا إلى الطاقم الميداني على اجهزة استقبال الفحوص وتخزين وحفظ وتسليم نتائجها
وغيرمقبول ترك السيدة تسرح وتمرج فماقامت به عار وطني ويجب أيضا اعادة كل الذين اشتروا الفحوص الوهمية السالبة ليخضعوا للفحص من جديد حتى لايتسببوا فى كارثة عالمية
مع الأسف بعض دول الجوار حزمت امرها ورفضت الاعتراف باية نتيجة( كورونا) قادمة من بلادنا وقررت أن تجري الفحص للوافدين من موريتانيا من جديد
الآن مع الأسف سمعة المعهد والوزارة والدولة مهزوزة اقليميا على الأقل
وتداول معلومات مغلوطة بان السكرتيرة طبيبة اوفنية مخبر شكل أذى معنويا للاطباء والمخبريين فهي مجرد سكرتيرة ولاتملك اية صفة علمية اوطبية اومخبربة
الكرة فى مرمى وزارة الصحة لإنقاذ مايمكن انقاذه من سمعة المعهد الوطني الوحيد المعتمد فى التكفل بفحوص( كورونا) والمفروض أن ننائجه وتقاريره معتمدة عالميا باعتبارها جزء من جهد عالمي لمواجهة الوباء اللعين.
من صفحة الطبيب والكاتب الصحفي حبيب الله ولد أحمد