سدنة الحرف تفتتح موسمها الثقافي الثاني بنهارية العلم والنشر والجوائز

اثنين, 02/04/2019 - 13:53

وسط حشد كبير من النخبة الثقافية والإبداعية الموريتانية، افتتحت "مجموعة سدنة الحرف الأدبية" مساء أمس (الجمعة) موسمها الثقافي السنوي الثاني (موسم 2019)، وذلك بقاعة العروض ببيت الشعر في نواكشوط، حيث كان حشد المثقفين والشعراء لافتا في هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة.

 

وشهد حفل الافتتاح توقيع شرفي لعدد من منشورات سدنة الحرف، ومحاضرة شيقة للدكتور بدي أبنو حول الشعر، وتوزيع جوائز مسابقة سدنة الحرف الشعرية السنوية على الفائزين وتكريم الشاعر جعفر كباد تقديرا له كمبدع وكناشط ثقافي.

 

وتميز الحفل بكلمة للأستاذ الدكتور عبد الله السيد رئيس مجلس إدارة سدنة الحرف أثنى من خلالها على أداء هذه المجموعة الأدبية المتميزة في مجالي الإبداع ورعاية الإبداع.

 

وقال ولد السيد، وهو مدير بيت الشعر وأديب ومؤلف قدير، إنهم يعتزون في بيت شعر نواكشوط بالمساهمة الفاعلة في أداء المنظمات الإبداعية دورها على أكمل وجه بنشر العلم والثقافة، منوها إلى أن سدنة الحرف تميزت بمجهود فريد على الساحة الموريتانية خاصة في مجال النشر وتشجيع المواهب الإبداعية.

 

وكان الشاعر المختار السالم، المنسق العام لسدنة الحرف، قد أكد على أن "سدنة الحرف" التي تضم مجموعة من كبار الأدباء والمثقفين الموريتانيين في الداخل والخارج، وخلال الفترة الوجيزة التي مضت على تأسيسها منذ سنة وبضعة أشهر فقط، وقفت وراء نشر أكثر من عشرين عملا أدبيا وثقافيا وأسست الصحيفة الأدبية الألكترونية الوحيدة في البلاد، وأرست جائزة للإبداع الشعري، وساهمت بإثراء الساحة بعدة أنشطة علمية أخرى.

 

الدكتور عبد الله السيد، وفي تقديمه لمحاضرة المفكر الدكتور بدي أبنو والتي حملت عنوان "هل ما زال هنالك معنى لكتابة الشعر؟"، أثار ضحك الحضور حين قال إنهم في بيت الشعر وفي سدنة الحرف يعتبرون كتابة الشعر مسلمة بغض النظر عن معارك الفلاسفة والمفكرين واصحاب التخصصات الأخرى.

 

بعد ذلك بدأ الدكتور بدي ولد أبنو محاضرته بتحية الحضور، الحاشد كما ونوعا، معربا عن شكره لسدنة الحرف.

 

ولد أبنو، وهو من أكبر المثقفين والأكاديميين الموريتانيين المعاصرين ويقيم بالمنفى، عمد إلى تقديم محاضرته عبر تفكيك "مفردات السؤال" المثير في عنوان المحاضرة ذاتها، وتحدث في الموضوع بخبرة الشاعر والأكاديمي الضليع في الثقافة الأوروبية والمعايش لها، ومعرفته كشاعر كبير مثقف بأصالته العربية لغية وشعرا وسردا.

 

تطرق ولد أبنو لمفهوم "النهاية والشعر كنهاية" عند قدماء الفلاسفة والشعراء العرب والأوربيين دون أن يكتفي بالمركزية المعرفية التقليدية حيث وسع استشهاداته في الموضوع بالحضارات الأخرى، قبل أن يتناول الموضوع في ضوء آراء المنظرين حول الشعر في ظل العولمة والسوق الرأسمالية العولمية، وفنيات الجمال الشعري في مواجهة التقانة وبشاعة الحروب، وحدود تقنيات الشعر وإشكال الترجمة، وجدليات المتقدمين والمتأخرين حول نهاية الشعر التي طرحت عدة مرات ثم ظهرت عبقريات شعرية نسفت النهايات السابقة لها، كما حدث مع موضوع نهاية الشعر قبل ظهور المتنبي، وقدم المحاضر نفس الإشكالات التي طرحت في الثقافات الأخرى حول هذا الموضوع.

 

هذا، وعقب المحاضرة، قام د. عبد الله السيد ود. بدي أبنو بتوقيع شرفي لبعض منشورات السدنة حيث تم توقيع ديوان "بصمة روحي" للشاعر الكبير د. أدي آدب، وديوان "قلت" للشاعر الكبير د. عبد الله أمون، وهو أول ديوان من الشعر الحساني يصدر في أوروبا، وديوان "زمن الأنفاس المهجورة" للشاعر المختار السالم وهو ثاني ديوان من الشعر النثري يصدر لشاعر موريتاني.

 

كما قام الدكاترة : عبد الله السيد ومحمد الأمين الناتي وباتة بنت البراء وبدي أبنو بتسليم جوائز النسخة الثانية من "مسابقة سدنة الحرف الأدبية" (دورة الشاعرة المختار السالم أحمد سالم)، وهي الدورة التي فاز بها ثلاثة مبدعين هم : الشاعر محمد المامون الفائز بالمرتبة الأولى عن قصيدته "وقوفا بها قلبي"، والشاعر مولاي علي ولد الحسن الفائز بالمرتبة الثانية عن "قصيدته براق أخير.. إلى قبلة أولى"، والشاعر محمد المصطفى العربي الفائز بالمرتبة الثالثة عن قصيدته "في حانة الضوء".

 

بعد ذلك استمع الحضور إلى القصائد الفائزة والتي لاقتا استحسانا كبيرا من الجمهور، واكدت هذه القصائد قوة الجيل الشعري الجديد في موريتانيا وأصالة هذا الجيل لغة وإبداعا ومعايشة لهموم أمته.