أظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن عقارًا يستخدم على نطاق واسع لعلاج النوع الأول من السكري، يمكن أن يستخدم للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة نيوكاسل البريطانية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (International Journal of Molecular Sciences) العلمية.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف فاعلية عقار “ميتفورمين”(Metformin)، وهو دواء يعالج السكري عن طريق الفم، حيث يخفض من مستوى السكر في الدم من خلال تقليل امتصاص الغلوكوز من جهاز الهضم إلى الدم، وتخفيض إنتاج الغلوكوز عبر خلايا الكبد والكليتين.
ولاختبار فاعلية العقار في وقاية مرضى السكري من النوع الأولى من أمراض القلب، أجرى الفريق دراسته على 23 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 19 و65 عامًا وكانوا مصابين بالسكري من النوع الأول، ولا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وتم علاج المشاركين بعقار “ميتفورمين” لمدة 8 أسابيع، فيما راقبوا مجموعة مماثلة مكونة من 23 مصابا بالسكري من النوع الأول لم يتم علاجها بالعقار نفسه.
ووجد الباحثون أن عقار “ميتفورمين” يعزز قدرة المريض على إصلاح الأوعية الدموية التالفة، ويزيد نمو الأوعية الدموية، ما يقي من أمراض القلب، بالإضافة إلى تحسين مستويات السكر في الدم، مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وقالت الدكتورة جولانا ويفر، قائد فريق البحث: “هذا تطور مثير، حيث أن فهم هذه الآلية الكامنة وراء طريقة عمل عقار ميتفورمين، يفتح إمكانية وجود أشكال جديدة من العلاج من شأنها أن تقلل من فرص إصابة مرضى السكري من النوع الأول بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
وأضافت أن “هذه النتائج تؤكد أنه بالإضافة إلى تحسين مستويات سكر الدم لدى المريض، يعمل عقار ميتفورمين على حماية القلب”.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 90 في المئة من الحالات المسجّلة في العالم لمرض السكري، هي من النوع الثاني، الذي يظهر أساسًا جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، والأعصاب، والفشل الكلوي.
في المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال. (الأناضول)