تحية تليق بمقامكم الموقر فخامة رئيس الجمهورية، الذي استمع في أول يوم من أيام حكمه الرشيد إلى شيخ عجوز وهو يتحدث له عن حياته الخاصة، فجاز أن يطلق عليه لقب رئيس الفقراء، سيدي الرئيس إن مئات الآلاف من المواطنين صوتوا لكم، واختاروكم رئيسا للبلاد، مسيرا شؤون العباد وكنتم أهلا لذلك، ولكن أخطر شيء هو أن يحاول البعض تشويه نهجك القويم، ومحاولة التأثير على الصورة الإيجابية التي تكونت منذ أول يوم توليت فيه قيادة البلد.
سيدي الرئيس صار في أيامنا هذه أمرا عاديا كتابة المقالات للتحسين من صورة أشخاص، أو التقليل من شأنهم، وتشويه سمعتهم، وذلك ما يأتي هذا المقال عكسه تماما، فهو مقال ناصح، يوم لا ينفع ندم ولا تراجع، إنه مقال يضع الإصبع على مكمن الخلل، وينبه على الأمر الجلل.
إن شعب الموريتاني كما جرب قيادتكم للبلد التي أثمرت العديد من الانجازات، ورغب خلالها بزيادة مأمورية حكمكم، حرصا على استمرار مسيرة التنمية وقاطرة التحديث والتمدن، يجرب أيضا مأموريات العديد من السياسيين الذين ينتخبونهم في الانتخابات البلدية والتشريعية، بعد أن تم ترشحهم من قبل حزبنا الاتحاد من أجل الجمهورية الذي أسسه فخامتكم معلنا بذلك بداية تطبيق أجندة محكمة للعمل الدؤوب والسير بموريتانيا نحو مراقي التطور والحداثة، بعد الاستقرار والتنمية، لكن الشعب تفاوت في درجة رضاه عن بعض المرشحين الذين لم يكونوا عن حسن ظنهم بهم.
اليوم يا سيدي الرئيس يعيد الحزب ترشيح العديد من المنتخبين السابقين لمأموريات جديدة، ولكن الطبقات الشعبية والعريضة الاجتماعية في البلديات والمجتمعات المحلية، لا ترضى عنهم، نظرا لخيبة أملهم فيهم، بل أنهم بدلا من أن يكونوا بوابتهم إلى حل مشاكلهم، كانوا السد المنيع أمام أن يعيشوا بسلام، على الأقل بدل أن يحصلوا على فرصة لخدمة بلادهم أو المساهمة في دفع عجلة التنمية في مناطقهم إلى الأمام.
سيدي الرئيس يتعلق ذلك، ببعض العمد الذين كانوا مناعين للخير، معتدين آثمين، صدوا مئات الأطر والشباب حملة الشهادات من أن يجدوا من يستقبلهم بعد أن انهكهم الدعم والمناصرة لهؤلاء المنتخبين خلال حملاتهم، وخلال تأدية مأمورياتهم، فكانوا أسوأ ما ظنوا والبلاء والوبال الذي ابتلاهم الله به.
إن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وللأسف اليوم ورغم النجاح الكبير الذي أحرزه خلال حملة الانتساب والتنصيب، في مأزق في بعض بلديات الترارزة، حيث تم ترشيح منتخبين سابقين، لا ترضى عنهم فئة واسعة من الجماهير، وسبب ذلك شرخا كبيرا في القاعدة الانتخابية التي أدت هي الأخرى في الانقسام إلى عدد من الأشطار كل شطر يدعم مرشحا خاصا، ومنهم ما بدأت تستغله الأحزاب المعارضة التي وجدت الأرضية الصالحة لها، للحصول على مؤيدين بسبب غياب المرشح القوي من قبل حزب الاتحاد.
إن أمثلة المنتخبين الناجحين الذين قدموا الخير وسعوا إلى التأسيس لحكم رشيد، والدفاع عن مصالح المواطنين، من أمثال الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ (وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة)، والنائب الناجح ولد الطلبة، والنائب أحمد ولد سالم، والنائب أحمد ولد باب، لا يتساوون مع من يحاول كل يوم العمل على أجندته الخاصة، بروح أنانية لزيادة أرصدته البنكية، ضاربا بعرض الحائط عشرات الآلاف من الناخبين الذين وثقوا فيه ومنحوه أصواتهم، وعشرات الآلاف من الشباب الذين علقوا آمالهم عليه ليكون جسرهم إلى المساهمة في مسيرة التنمية والتطور.