ترأس ذ/ محفوظ ولد بتاح، ندوة سياسية مساء أمس بمدينة نواذيبو تحت عنوان: "موريتانيا إلى أين؟"، حيث حضر جمع من قيادة و منتسبي ومناصري حزب اللقاء بالمدينة.
وقد تميزت الندوة بعرضين قيمين، قدمهما كل من الرئيس محفوظ ولد بتاح والنائب الأول للرئيس، وزير الإقتصاد السابق: محمد ولد العابد، حيث قدم الأول عرضا عن الوضع السياسي الراهن ومخاطر استمراره على بقاء الدولة والكيان.. في حين قدم الثاني عرضا حول الوضع الاقتصادي الراهن والآفاق المحتملة في ظل السياسات الحالية.
ذ/ محفوظ ولد بتاح تحدث عن النظام الحالي وقال إنه نظام ذا طبيعة استبدادية عسكرية، جاء على ظهر الدبابة وأجهز على أول تجربة ديمقراطية عرفتها البلاد، تم خلالها تداول سلمي على السلطة.. لذا يقول ذ/بتاح فهو نظام تسلطي أحادي، ينتهج سياسة في ثوب ديمقراطي مزيف، هو في الواقع، مجرد مكياج، ولا يقيم وزنا لشركائه السياسيين، يهمش وزراءه ويضع جميع شؤون البلاد في يده، نازعا من الحكام والولاة والوزراء صلاحياتهم القانونية.
ثم تطرق إلى مخاطر الانقلابات على البلد وعدم وجود أية ضمانة تضمن تماسك الجيش وعدم اقتتاله على أسس جهوية أو قبلية أو عرقية أو فئوية فيما إذا حصلت محاولة انقلابية جديدة، منددا بالانقلابات العسكرية كأسلوب للوصول إلى السلطة، لأنها تلغي الإرادة الحرة للشعب وتجعل البلد رهينة بيد المغامرين المتسللين ليلا.
وبخصوص الآفاق المستقبلية، أوضح رئيس حزب اللقاء أن استمرار النهج الحالي للنظام، سيكون مدمرا للكيان ومهددا لبقاء الدولة، لأنه نظام تسلطي يعمل على تفتيت الشعب وخلق صراعات بينية على أسس مختلفة، ويرسخ الظلم والحيف والغبن ويلغي الإرادة الحرة للشعب.
وطالب الجميع بالوقوف صفا واحدا ضد جميع ممارسات هذا النظام، لأنها تهدد كيان دولتنا التي قال إن الجيران يتربصون بها ويسيل لعابهم للاستئثار بكنوزها وبخيراتها الوفيرة والمتنوعة.
تحدث كذلك الرئيس محفوظ عن واقع مدينة نواذيبو بوصفها قلعة جهاد ومقاومة وقال إأنها المدينة التي تقدم كل شيء دون أن تحصل على أي شيء في المقابل.. مذكرا بأن جل مداخيل الدولة، تأتي من نواذيبو، دون أن تستفيد هي منها، وهو وضع قال إنه يجب أن ينتهي ويتوقف.
كما ذكر الحضور بأن مدينة نواذيبو هي أول مدينة سقط فيها شهيد يناضل من أجل الديمقراطية، سنة 1992.. مؤ كدا أن خيار الحزب بالذهاب إلى مدينة نواذيبو لم يأت من الفراغ، وإنما حصل نظرا لأهميتها وحيوية دورها وتأثيرها الوطني، مذكرا الحضور بأن إعلان النظام عن خلق قطب اقتصادي سمكي قرب مدينة نواكشوط هو سعي لقتل وخنق مدينة نواذيبو، حيث ستتجه السفن مستقبلا إلى تلك المنطقة، لتفريغ شحناتها من السمك وترك مدينة نواذيبو بلا دور وبلا نشاط.. كما طالب الشباب والنساء بالانخراط في الدفاع عن مصالح البلد، لحيوية دورهما ولكونهما المستفيد الأول من الإصلاح والتطوير وترسيخ الديمقراطية والعدالة بالبلد,
وزير الإقتصاد السابق: السيد محمد ولد العابد، تناول الشق الاقتصادي من الندوة، وتحدث عن الجانب المالي أولا، حيث كشف عن السياسات المدمرة للنظام والمتسمة بالتربح على حساب الشعب، مبرزا المديونية الخارجية، التي قال إنها وصلت إلى 5 مليارات دولار، في ظل هذا النظام، بعد أن كانت لا تتجاوز 1.6 مليار دولار، رغم الطفرة الكبيرة الناتجة عن الارتفاع الكبير لخامات الحديد والذهب وغيرهما.
كما انتقد ترخيص النظام ل10 بنوك جديدة، شكلت مع ال10 السابقة لها رقما كبيرا، بالمقارنة مع حجم السكان بالبلد، وأشار كذلك إلى الضرائب المجحفة التي يجبيها هذا النظام من المواطنين، منتقدا سياسة الاقتراض المفرطة والقطاعية المدمرة، والتي قال إنها تضر بجميع القطاعات في الدولة.
وأكد النائب الأول لرئيس حزب اللقاء، أن ما قام به النظام من إعلان لمدينة نواذيبو منطقة حرة، هو قرار مرتجل وسابق لأوانه ولا يتسم بالحصافة، حيث تقع المدينة بجوار منطقتي طنجة ودكار، الشيء الذي كان يفرض على النظام إعداد العدة الكافية قبل الإعلان عن المدينة منطقة حرة.
تحدث الوزير ولد العابد كذلك عن الأرقام المتعلقة بالتضخم والبطالة وقال إنها أرقام فيها مغالطات وتلاعب ولا تعبر عن الحقيقة، مؤكدا أن أي نمو لا ينعكس إيجابيا على حياة المواطنين، هو نمو مزيف ولا يعكس الحقيقة.
وأشار كذلك إلى تبديل العملة وقال إنه لا توجد أي مبررات اقتصادية حقيقية للقيام بذلك، متسائلا: أليست هناك غايات أخرى وراء هذا التغيير؟
وتحدث كذلك عن الوضع الاقتصادي الذي تركت المرحلة الانتقالية البلاد وهي تتمتع به وعن الآفاق الواعدة التي كان يسير فيها خلال المرحلة الديمقراطية الموالية وعن النكسة التي واجهته بعد انقلاب أغسطس2008 والتي لا زال يعاني منها ومن تداعياتها.