يرى المتتبع هذه الأيام الحراك المتسارع لمختلف أجنحة وأطياف الساسة في موريتانيا، كل يسير حسب خططه واستراتيجياته وسياساته، لكن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، عميد أحزاب الأغلبية، يسير بخطى ثابتة نحو تجديد وتطوير بنيته الحزبية، وتحسين قاعدته الشعبية.
ولا يخفى عن عين المواطن الموريتاني أن حزب الاتحاد أخذ نفسا جديدا أخيرا بعد أن بقي طوال سنوات على نهج سيطرت عليه الاستراتيجيات التقليدية في العمل الحزبي، قبل أن يتغير ذلك النهج مع تولي الأستاذ سيدي محمد محم لرئاسته، الذي أضفى نوعا من الحنكة السياسية، والبلاغة الخطابية، على المشهد السياسي ضمن أحزاب الأغلبية.
الأمر الذي تعزز كثيرا مع تشكيل لجنة إصلاح الحزب، مؤخرا والتي لعبت دورا كبيرا ضمن الإرادة السياسية الديمقراطية التي أوصى بها ملهم الحزب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، والتي تجسدت في إرادة الحكومة بتوجيهات معالي الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين، وذلك في إعطاء كل ذي حق حقه من الاهتمام في قواعد الحزب الشعبية، والتي حملت لواء النضال في الميدان طيلة سنوات.
فمنذ الانتساب الأول للحزب عام 2010 وكل القوى التي شاركت فيه وشكلت وحداته القاعدية، شهد الجميع أن الجزب كان ليكون الأول من حيث التنظيم في تلك الفترة لولى بعض السياسات التي لا تعتمد على الحنكة السياسية التي اتخذها أعضاء حاولوا تحويله إلى نسخة طبق الأصل من الأحزاب التي تسهم في وضع شرخ بين القمة والقاعدة.
لكن فطنة قادة الحزب،والذين سعوا إلى إصلاح ذات البين، والنزول من القمة إلى القاعدة، في بادرة نادرة من نوعها بتاريخ البلد، أدت إلى جمع آراء جميع الغيورين على مستقبل الحزب والبلد، وذلك من خلال استطلاع للرأي ومنصة رقمية تم نشرها والمشاركة فيها على نطاق واسع مما جعل الحزب، بالإضافة إلى فتح تشاور واسع، يستمع إلى مختلف الآراء، واعتبارها باهتمام انعكس صداه وتجسد وجوده في قرارات الحزب الأخيرة.
إن من فوائد الإصلاح الأخير أن حظي مؤسسو الحزب الأوائل، ووحداته القاعدية، بالاستماع إلى آرائهم، واعتبارهم كمؤسسين، ودخل في ذلك كل من ساهم في وقوف الحزب على قدميه منذ أول يوم، من أفراد وأطر ومواطنين عاديين.
إن هذا المنحى الذي اتخذ الحزب مؤخرا جعل عديدين ومن بينهم شخصي المتواضع، أن يحظى بفرصة للانخراط في أنشطة الحزب، وجعله في موقعه الصحيح لخدمة مصالح الوطن، عبر الرؤية السياسية الثاقبة لحزبنا حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وهذا ما سيرفع من المسؤوليات التي أعطيت لنا أخيرا، بعد أن تم تغييبنا عن المشهد السياسي، نظرا لتناسي الفاعلين الأوائل من المناضلين الحزبيين.
إن موقعنا النهائي الآن جاء تلبية لنداء قادة الحزب الغيورين عليه، حيث حملنا على عاتقنا مسؤولياتنا في قائمة منسقيات حملة الانتساب، والتي ستكلل بالنجاح، نظرا لأنها بنيت على الدراسة الدقيقة، لحاجة الحزب، ومنح الفاعلون الجادون الثقة في تولي مسؤولياتهم.
ورغم قدرات المئات من المناضلين الحزبيين، ضلوا مهمشين عن تقديم النفع والفائدة للحزب، وسياساته، فمنهم الإعلاميون، والأساتذة، والمهندسون.. إلى غير ذلك من التخصصات الهامة، الأمر الذي عولج مؤخرا، ونأمل من الله العلي القدير أن يرعى حزبنا ويؤيده بنصر منه، وفوز عظيم.
والله الموفق.