أثارت قضية المليونيرة السعودية التي تبحث عن زوج، المزيد من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت السيدة السعودية التي عرفت نفسها ب"حصه" وقالت إنها تبلغ من العمر حوالي 40 عاما، قد قالت في اتصال هاتفي، مع برنامج ديني تبثه قناة (الرسالة) الفضائية السعودية، إنها ورثت الملايين عن أبيها الذي كان تاجرا ثريا، وأن أباها كان يرفض زواجها من كل من تقدموا لخطبتها، بسبب مخاوف من طمع الراغب من الزواج بها في أموالها. لكنها قالت إنها الآن تريد أن تقترن بأي رجل حتى وإن كان في إطار زواج متعدد لأنها تريد أن تنجب طفلا.
ودشن مغردون على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) هاشتاج "مليونيرة تبحث عن زوج"، والذي تصدر لفترة ما قائمة الهاشتاجات الأعلى تداولا ، وعبر العديد من رواد الموقع عبر الهاشتاج عن مواقفهم تجاه ما قالته السيدة، وهي المواقف التي تراوحت بين المؤيد والرافض والمشكك والمتعاطف معها.
وبعيدا عن التعليقات التي وردت على تويتر، والتي اتسم العديد منها بالطرافة فإن القصة تعيد من جديد فتح النقاش بشأن الأسباب التي تؤدي إلى تأخر سن الزواج في العديد من الدول العربية سواء بالنسبة للشابات أو الشباب ، ولئن كانت معظم الأسباب المعروفة في أغلب الحالات هي أسباب تتعلق بعدم القدرة المادية، خاصة بالنسبة للشباب، فإن حالة هذه السيدة تعد من الحالات الفريدة التي كانت الوفرة المادية فيها سببا لتأخر سن الزواج.
وتشير معظم الإحصاءات إلى أن التأخر في سن الزواج، هو قاسم مشترك بين معظم المجتمعات العربية وربما يعود ذلك برأي مختصين إلى أن هذه المجتمعات تتشابه في معظمها في الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وحتى في الدول التي تملك درجة من الثراء مثل دول الخليج تكمن أسباب أخرى مختلفة وراء تفاقم الظاهرة.
ومن المعروف أن الشاب الراغب في الزواج في معظم الدول العربية، يحتاج إلى سنوات من العمل الجاد لتدبير المسكن اللازم للزواج وتأثيثه، في وقت تقل فيه فرص العمل وترتفع الأسعار. وبجانب العامل الاقتصادي الذي يعد الأساس في تأخر سن الزواج في معظم الدول العربية تبدو عوامل أخرى منها مثلا الشروط المجحفة أحيانا التي يضعها أهل الفتاة لزواج بناتهم، وعدم العثور على الشريك المناسب، ووجود آراء سلبية لدى الشاب أو الفتاة عن الزواج بالأساس، وكذلك الخوف من المسؤوليات المترتبة على الزواج.
لكن سببا آخر يبدو أكثر شيوعا وربما ينافس في انتشاره عامل عدم القدرة الاقتصادية، ألا وهو المركز الاجتماعي والوظيفي للمرأة، إذ يلاحظ أن زيادة فرص المرأة في التعليم زاد من فرصها في تولي المناصب، ومن ثم جعلها تفكر كثيرا في اختيار شريك حياتها، وهو ما يؤدي إلى تأخرها في الزواج كما أن الكثير من الرجال أيضا في العالم العربي، يترددون كثيرا في الارتباط بامرأة قوية حققت الكثير من الإنجازات على مستوى حياتها العملية، بسبب العادات المترسخة والتي ربما تجعل الرجال يطمئنون أكثر إلى المرأة المطيعة، ولا يأمنون إلى تلك التي رسخت من شخصيتها عبر تحقيق منجزات عملية .