بالرغم من الأمراض الخطيرة التي تحدث بسبب زواج الأقارب إلّا أنّ هذهِ الظاهرة مازالت تنتشر وبشكلٍ كبير في مجتمعنا العربي وذلك نتيجة العادات والتقاليد السائدة والتي ما زالت تُسيطر علينا إلى يومنا هذا، وفيما يلي سنُسلط الضوء على مجموعةٍ من الأمراض الخطيرة التي تحدثُ نتيجة زواج الأقارب.
أولاً: متلازمة داون أو الطفل المنغولي وهي من الاضطرابات الجينيّة الخطيرة التي تحدث نتيجة وجود كروموسوم زائد في خلايا جسم الجنين مما يتسبّب له ببعض الإعاقات العقليّة والتشوهات الجسديّة، وعادةً ما ينتشر هذا المرض في العائلات التي تكثر فيها حالات زواج الأقارب.
ثانيّاً: داء هنتنغتون وهو من الأمراض الوراثية التي تُصيب الجنين نتيجة زواج الأقارب، ويحدث داء هنتنغتون نتيجة تلف بعض الخلايا العصبيّة في الدماغ مما يدفع المُصاب بالقيام ببعض الحركات الغريبة كالتدهور العاطفي، تدهون الحالة المعرفيّة، الخرف، وفقدان الذاكرة، وعادةً ما تبدأ أعراضهُ منذ مرحلة سن الطفولة وتتطور حتّى الشيخوخة، وللأسف الشديد فإنّ الأطباء لم يتمكنوا إلى اليوم من اكتشاف العلاج المناسب لهذا المرض.
ثالثاً: داء ويلسون وهو من أكثر الأمراض التي توّرث من الآباء إلى الأبناء وبشكلٍ خاص في حالات زواج الأقارب، ويحدث هذا داء ويلسون نتيجة تجمع كميات كبيرة من النحاس في الكبد لينتشر بعدها في البنكرياس والعينين والجسم بشكلٍ عام، وهذا ما يؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض العصبيّة، والأمراض العقليّة.
رابعاً: فقر الدّم المنجلي وهو من أكثر الأمراض الوراثية انتشاراً والتي تنتقل من شخصٍ إلى آخر نتيجة زواج الأقارب، ويحدث فقر الدّم المنجلي نتيجة خلل وراثي يؤدي إلى تشوه جزء من الهيموغلوبين الذي يحمل الأوكسجين في خلايا الدمّ الحمراء، مما يجعل شكلها منجلياً أي يُشبه المنجل بدلاً من الشكل الدائري، وعادةً ما يُلحق هذا المرض العديد من الأخطار للشخص المصاب كالإصابة بالإلتهابات الحادة، السكتات الدماغيّة، والموت المفاجئ.
خامساً: خلل التمثيل الغذائي يحتوي الجسم على كميّةٍ من الأنزيمات المهمة التي تقوم بتحويل كل مايأكلهُ الإنسان إلى مواد ضروريّة، ولكن عندما يُصاب الإنسان بهذا المرض فإنّ الأنزيمات لا تقوم بعملها كما يجب مما يؤدي لتراكم كميات كبيرة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون التي تؤدي إلى أعراض مرضيّة وخلل في نمو الطفل بالإضافة لبعض الاضطرابات الجسديّة، والذهنيّة.
سادساً: التشوهات الخلقيّة إن زواج الأقارب هو المسؤول الأساسي عن الإصابة بالتشوهات الخلقيّة التي تصيب الأطفال حيث أثبتت الدراسات بأنّ حوالي 50% من حالات التشوه التي تصيب الأجنة تكون وراثيّة، كالإصابة بمشكلة شفة الأرنب، تشوهات القلب، تشوهات في الأعضاء، وتشوهات في الأطراف. كل هذه الأمراض ستزداد يوماً بعد يوم في مجتمعنا العربي طالما أنّنا ما زلنا نشجع على زواج الأقارب ونساهم في انتشارهِ بين عائلاتنا.