تحت شعار "القدس تفتقد فارسها" خلدت ماجدات شنقيط مساء أمس بدار الشباب القديمة، مرور إحدى عشرة سنة على استشهاد الرئيس القائد، شهيد الحج الأكبر، الشهيد صدام حسين المجيد، وسط حضور جماهيري مهيب،و بحضور قادة و رؤساء الاحزاب الوطنية من جميع الطيف السياسي و شخصيات برلمانية و إعلامية و أدبية و قد كانت حناجر النساء والشباب، الذين غصت بهم دار الشباب، و الذين واصلوا الهتاف بأمجاد الراحل ومكانة القدس في خطابات و مواقف الشهيد وقد كانت كلمات المتدخلين وأشعار الشعراء وإبداع الفنانين و المنشدين في هذا الحفل الكبير وذلك بعد عرض سلسلة أفلام تنطق عن مزايا الشهيد، ومواقفه النبيلة مع قضايا أمته لاسيما القضية الفلسطينية. افتتح التخليد بالفاتحة على روح الشهيد، وذلك بعد عرض فلم من إعداد الماجدات ليتواصل الحفل الذي تولت الصحفية المتميزة مغلاه منت الليلي الربط فيه ويفتتح بكلمة الماجدة العالية بنت سيدي محمد الشين باسم الماجدات،فأكدت تمسكهن و وفائهن لروح الشهيد وتعلقهن به بعد ذلك قدم الدكتور سيدي ولد عبد الجليل كلمة الجماهير المحبة للشهيد حيث تحدث عن مواقف الشهيد وتعلقه بالموريتانيين منذ قمة العرب 1969، ودعمه لموريتانيا في أزمة 1989، ثم توالت المداخلات باسم الإعلاميات والشباب، كما تخللت النشاط القاءات شعرية ألهبت حماس الجمهور، ووصلات غنائية مع الفنانة الكبير النوه منت دندني التي أبدعت و هي تغني للشهيد و تفاعل معها الحاضرون، لتصل رسالة تخترق الآفاق وتنطلق بسرعة البرق مفادها أن الشهيد صدام حسين يقود هذه الجموع من تحت الثرى.
كلمة الرفيقة العاليه بنت سيدي محمد الشين ، رئيست ماجدات شنقيط، في الحفل التأبيني السنوي ، الذي تنظمه ماجدات شنقيط منذ إحدى عشرة سنة، و ذلك في 30/12/2017 ، في نواكشوط..
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته..
رفيقاتي ماجدات شنقيط..
إخواتي الماجدات الموريتانيات.. إخوتي الأماجد الكرام، من رؤساء و ممثلي أحزاب سياسية و نقابات عمالية وإعلامية وطنية، و من أندية أدبية و ثقافية و فنية و رياضية شبابية، كل باسمه و وسمه، اسمحوا لي، بكل توجهاتكم السياسية و الفكرية ، مع تقدير و احترام مواقفكم الحزبية و تموقعكم في الساحة الوطنية، أن أشكر السلطات الإدارية على السماح لنا بتنظيم هذا الحفل التأبيني لشهيد الحج الأكبر .. شهيد العروبة و الإسلام، منذ أربع سنوات متتالية دون مضايقة، في قاعة هذا الصرح الوطني، الذي يجمعنا جماهير ونخب في صعيد واحد. و إنه لشرف لي أن أقف أمامكم في هذا الحفل المهيب لأتحدث باسم رفيقاتي ماجدات شنقيط ، اللواتي رعين هذه الفكرة البسيطة و واصلن تطويرها من جلسة عادية بين أربع رفيقات في بيت قصديري متواضع في " كزرة" بوحديده ، و هن يشدن يومئذ أهازيج نسائية ( التبراع ) على الشهيد الرئيس صدام حسين ، لتصير ، و منذ أربع سنوات، حفلا جماهيريا و نخبويا على هذا المستوى و بهذا الحضور المتميز كما ونوعا، مصداقا لقول الشاعر العربي أحمد شوقي : و ما نيل المطالب بالمنى.. و لكن تؤخذ الدنيا غلابا.. و ما استعصى على قوم منال.. إذا الإقدام كان لهم ركابا.. أيتها الماجدات.. أيها الأماجد.. لقد حرصنا أن تظل محافلنا التأبينية إحياء لذكرى استشهاد الرئيس، و الرفيق البطل صدام حسين، منصة وطنية بامتياز ، بعيدا عن تجاذباتنا السياسية و الحزبية، حتى تبقى مناسبة يحضرها كافة ألوان الطيف السياسي و الثقافي، من موالاة و معارضة وطنية، و من كل شرائح و أعمار شعبنا الوفي للشهيد صدام حسين . فقد كانت تأبيناتنا مناسبة جامعة لكل الموريتانيين ، شأنها شأن قضيتنا المركزية الفلسطينية، التي بقيت بعيدة عن التخندق الحزبي و السياسي. و هذا هو ما نريد أن يبقى الشهيد صدام حسين رمزا لكل الموريتانيين، كما كان ، في حياته، محبا لجميع الموريتانيين. أيتها الماجدات.. أيها الأماجد.. إننا إذ نحرص على إحياء ذكرى استشهاد الرئيس صدام حسين، إنما لأجل أن تبقى حية ، خالدة في ذاكرة أبنائنا و بناتنا، و في أجيال الأمة، تلك القيم و المبادئ العظيمة و الخالدة التي ضحى في سبيلها الشهيد بحياته وجاهه و سلطانه، و في مقدمة ذلك قيمة التضحية بالنفس و المال و المنصب من أجل الأوطان و رفعتها و حريتها و كرامتها و استقلال قرارها، و صيانة سيادتها من التبعية للأعداء. كما حرصنا، من جانب آخر، على هذا التأبين وفاء للشهيد صدام حسين على أفضاله و أياديه تجاه شعبنا في جميع مجالات الدعم و المؤازرة.. أيتها الماجدات.. أيها الأماجد.. إن هذا التأبين يتزامن مع أفحش تصريحات و أوقح موقف، ذلك الذي هذى به الرئيس الأمريكي المعتوه اترامب، بقوله إن مدينة القدس هي عاصمة الكيان الصهيوني اللقيط. إن مثل هذه الغطرسة و هذه الوقاحة غير المسبوقة في العصر الحديث هما ما كان الشهيد صدام حسين يواجههما ، و يحذر العرب و المسلمين و الأحرار في العالم من خطورة الاستسلام لهما، تحت عنوان الواقعية التي كانت تعني معنى الانهزام أمام مشاريع الأعداء الأمريكيين و أدواتهم الإقليمية من الصهاينة و الايرانيين ، و كل الأدوات الامبريالية التي تستخف بقيم السماء و القيم المشتركة للإنسانية . لقد اغتالت أمريكا الشهيد صدام حسين لتسلم بلاد الرافدين لحفنات من شذاذ التسول المخابراتي، من عملائهم ليعيثوا في العراق فسادا عظيما، إبادة لشعبه و سرقة لأمواله، و نهبا لثرواته، و تدميرا لتاريخه و حضارته، و تدنيسا لشرف ماجداته و حرائره، و رهنا لمستقبله في أغلال التبعية للامبريالية الأمريكية، و ربيبتيها الصهيونية و الصفوية الإيرانية.. . عاشت المقاومة العربية الإسلامية في فلسطين، . عاشت المقاومة الوطنية في العراق، . عاشت المقاومة العربية في الأحواز العربية ضد الاحتلال الايراني.. و الرحمة و الخلود لشهداء شعبنا الموريتاني، و شهداء أمتنا من المحيط إلى الخليج.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الشيخ الدكتور سيدي ولد عبد الجليل المقري عن الجماهير المحبة للشهيد صدام حسين في الحفل التأبيني السنوي ، الذي تنظمه ماجدات شنقيط ، في 30/12/2017 ، في نواكشوط.
الأخوات ماجدات شنقيط.. الإخوة الأماجد .. أيها السادة والسيدات من قادة الرأي و قيادات النقابات ، و قامات الثقافة و الإعلام و الأدب و الفن .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
إنها مناسبة كريمة توفرها لنا ماجدات شنقيط من خلال هذا الحفل التأبيني المهيب ، الذي دأبن على تنظيمه ، إحياء لذكرى استشهاد البطل العربي صدام حسين رحمه الله قبل إحدى عشرة سنة مضت. وفي جو وطني مترع بالحب و الوفاء و التقدير لهذا الشهيد ، تحضر هذا الحفل مختلف مكونات الشعب الموريتاني، من نخب و جماهير، و من كهول و شباب ، و من رجال و نساء، لاستحضار الأدوار النبيلة و الأيادي البيضاء للشهيد صدام حسين تجاه شعبنا الكريم ، و قديما قالت العرب " إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ، و إن أنت أكرمت اللئيم عليك تمردا " و شعبنا، شعب كريم، و قف معه الشهيد صدام حسين في أحلك الظروف الاقتصادية ، فقدم لنا المساعدات و الهبات المالية السخية ، و فتح جامعات العراق و معاهده العلمية و الفنية أمام أبنائنا و بناتنا، ليعودوا إلينا أكاديميين، و فنيين بشهادات عالية في الزراعة و التربة و المياه و المعادن و البيطرة و المالية و الانشاءات و كذلك في الإعلام و الآداب و الفن و الموسيقى... و في كل مجال من مجلات الحياة المدنية الحديثة. و ليس هذا فحسب ، بل إن الشهيد صدام حسين وقف إلى جانب شعبنا الأبي في أخطر حقبة من تاريخه السياسي بعد استقلاله ، حين تعرض لمؤامرة تستهدف كيان دولته من قوى غربية امبريالية بالشراكة مع قوى إقليمية عام 1989 ، فيما يعرف بالأزمة الموريتانية السينغالية ، يومئذ خذلنا جميع الأشقاء و أولي القربى ، و لم نرى من الأصدقاء غير أدبارهم و تركنا الجميع لمصيرنا ، نواجه القوى المتآمرة وحدنا ، دون نصير و لا حليف ، يومها قال الشهيد الرئيس صدام حسين، و هو أبعد الأشقاء منا منزلة، و لكنه أقربهم مودة لنا " إن أمن الشعب الموريتاني من أمن الشعب العراقي "، و سيتدخل العراق بكل إمكانياته العسكرية إلى جانب الشعب الموريتاني! .. و فعلا، أنجز حر ما وعد ، يقول الرئيس السينغالي عبدو ضيوف في مذكراته، وهو يومئذ رأس الحربة في المؤامرة على شعبنا : " بخصوص الأزمة السينغالية الموريتانية ، يجب أن أعترف أني لاقيت مصاعب كثيرة مع بعض الشخصيات السينغالية في منطقة النهر ... المحاذية لموريتانيا ، لم تكن هذه الشخصيات تريد حلا سلميا بالطرق الدبلوماسية ، بل كانت تريد الحرب الفعلية على موريتانيا ... أتذكر آراء بعض الأشخاص الذين كانوا يقولون لي " السيد الرئيس ما فعلته موريتانيا غير مقبول ، عليكم أن تعلنوا عليها الحرب"، و " كانت نفس المطالبات تأتيني من بعض الفرنسيين ، الذين كانوا يقولون لي " ما ذا تنتظرون بعد كل ما فعلوه لكم ? أنتم مجبرون على إعلان الحرب لأنكم لا تستطيعون فعل غير ذلك "… إلى أن يقول : " و بعد أن هدأت الأنفس علمت أن القوات المسلحة الموريتانية كانت في الحقيقة أفضل تسليحا كثيرا من القوات السينغالية ... كان صدام حسين قد جهزها بالصواريخ و الأسلحة الأخرى المتطورة ، و كانت خطتهم أنه عندما تبادر السينغال بالهجوم ، فإن القوات الموريتانية ستكون جاهزة لتدمير سان لويس، ثم دكار بعد ذلك ". أيتها الماجدات.. أيها الأماجد.. إن تلك المواقف النبيلة هي التي لا تنساها الشعوب الشريفة الحية ، و لو نسيتها الأنظمة و بعض النخب الانتهازية ، فإنها مواقف و أيادي بيضاء عرفها شعبنا من الشهيد الرئيس صدام حسين، و هي ما جعلتنا كجماهير نحيي ذكراه و نحبه ، مع أن حب الشهيد صدام حسين لشعبنا هو الأول ، فقد روى الصحفي ذائع الشهرة ، فؤاد مطر، في مقابلة قديمة جدا مع الرئيس الشهيد ، أن صدام قال له إنه تعلق حبا بالشعب الموريتاني أول مرة ، عندما كان يمثل العراق في مؤتمر القمة العربية في الدار البيضاء بالمغرب 1969، و كان القادة ، في جلسة يناقشون توزيع مساعدات مالية لبعض الدول العربية التي ضربها جفاف السبعينيات القاسي ، يقول صدام حسين، رحمه اللّه " لاحظت أن أحد أعضاء الوفد الموريتاني قدم ليقترب من الرئيس المختار ولد داداه و أسر له بشيء ما ، فما كان من الرئيس المرحوم المختار ولد داداه إلا أن رفع يده ليقول للقادة : " لقد أبلغني أحد أعضاء وفدي أن الأمطار تساقطت على بلدنا ، و عليه فإن الشعب الموريتاني يعيد حصته من المساعدات المالية لإخوته الآخرين "، عندها ، يقول الشهيد صدام حسين :" أدركت كم هو نبيل هذا الرجل .. و كم هو نبيل هذا الشعب الذي ينتمي إليه هذا الرجل ... فمن ذلك اليوم، أحببت الشعب الموريتاني كثيرا... و لأننا شعب كريم ، فإننا نحب و سنحب و نحيي ذكرى استشهاد هذا الرئيس الذي أحبنا و لم يبخل على شعبنا . أيها الإخوة والأخوات كانت لحظة إرتقاء الشهيد صدام حسين المجيد من المشاهد النادرة لتجلي البطولة لحظة يرخص الجسد حتى لا يصلح لحمل الروح التواقة للمعالي فتصعد في معراج الى السماء مانحة الخلود لمن يستحق ولاعنة كل رخيص خدم الغزاة واصمة بالعار جميع من خان العهد من الأرضيين موقفا وفعلا..ذكرى معراج روح الشهيد عظيمة ليس لما تجسد من بطولة تقترب من الاسطورة وحسب بل ولما نجم عنها من فجوة استراتجية هائلة بين الامة وأعدائها تتسع يوما بعد يوم وتفسح المجال لكل طامع حتى لم يبق أحد الا ولغ في دمائنا وإستباح أعراضنا فأغراه هواننا ودفعه تخاذلنا الذي هو مسؤولية جماعية سيحاسبنا التاريخ عليها شعوبا وأنظمة . تمر الذكرى دون أن نتأملها وندرك فداحة تسليم العراق الذي لم يكن الا تسليم رقابنا جميعا لعدو لم يكن ليرحمنا ولن نملك القدرة لمواجهته ، لا لأننا عاجزين ، لكن لأننا لم نرقى الى مستوى إدراك الترابط المصيري بين دولنا وبقينا رهائن خلافتنا التافهة ، نعمق ما نعتبره إختلافا في وقت كان الذي ينظر إلينا من أعداء لايبصرون تلك الاختلافات ولا يقيمون لها وزنا الا عند تفريق صفنا! . اللهم ارحم الرئيس الشهيد صدام حسين ، و اسكب عليه شآبيب رحمتك ، اللهم أكرمه بفيض رضوانك ، و جازه عن شعبنا وأمتنا خير الجزاء . عاشت فلسطين وتاجها القدس الشريف المجد والخلود لكل شهداء فلسطين والأمتين العربية والاسلامية . وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، الرسول العربي الأمين ، وعلى آله وصحبه وسلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته