دأب حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا، على تصدير الأزمات لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والسير بسياسة "المعارضة لمجرد المعارضة" وتغذية أزمات الشارع الموريتاني لتتعاظم في وجه السلطة الحاكمة.
الانسحاب من النشيد الوطني
جاءت آخر الأزمات التي يثيرها حزب جماعة الإخوان في موريتانيا، هي انسحاب أعضاء حزب "تواصل" من البرلمان الموريتاني وقت التصديق على مقترح النشيد الوطني الجديد للبلاد.
وانسحب نواب حزب "تواصل" المعارض قبل التصويت على مقترح النشيد الجديد، وصادق أعضاء الجمعية الوطنية في موريتانيا مساء اليوم على نص النشيد الجديد للبلاد، بأغلبية الأعضاء.
وكان حزب "تواصل" قاد حملة المعارضة الموريتانية لرفض التعديلات الدستورية في أغسطس الماضي، إلا أن نتائج الاستفتاء شكلت صفعة حادة على وجه الإخوان بموافقة أغلبية الشعب الموريتاني على التعديلات الدستورية.
إبقاء مجلس الشيوخ
ومن ضمن الأزمات التي يثيرها حزب "تواصل" الإخواني، هو الدفاع عن مجلش الشيوخ المورتاني والذي تم حله وفقا لاستفتاء تعديلات الدستور المورتياني في أغسطس الماضي والتي أدت نتائجه إلى إلغاء مجلس الشيوخ.
وبشكل دائم تصدر أمانة الإعلام بحزب "تواصل" الإخواني، بيانات ترفض فيه المساس بحزب الشيوخ أو المظاهرات التي يسيرها الحزب دفاعا عن أعضائه.
إثارة الشارع
يقود حزب "تواصل الإخواني" المعارضة الموريتانية من أجل الوصول إلى مرشح رئاسي لمنافسة الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 2019.
ويعمل الحزب على الاستفادة من اخطاء النظام، في الشارع والمتاجرة بقضايا الشارع الموريتاني والضغوط على نظام محمد ولد عبد العزيز من أجل الوصول تحقيق أهدافهم بالحصول على أكبر المكاسب السياسية.
تواصل وإخوان مصر
رغم الموقف الرسمي للحكومة الموريتانية حول جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، إلا أن حزب "تواصل" أصدر بيانا عزي فيه وفاة مرشد الإخوان السابق مهدي عاكف واعتبر الحزب عاكف من الرموز الإسلامية التي يجب أن يحتذى بها بل وفي درجة الشهداء والصدقين.
كما أن الحزب متهم بإقامة علاقات وطيدة مع قطر وتركيا، ويوظف بعض مرشحيه شعار "رابعة" في حملاتهم الدعائية، ويملك الحزب قناة تليفزيونية تلقى طاقمها تدريبات مكثفة في قناة "الجزيرة" القطرية، كما يشرف على صحف ومواقع إخبارية من أبرزها "الأخبار" و"السراج".
يذكر أن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" تأسس في 3 أغسطس عام 2007، بعد فشل التيار الإسلامي في العقود الماضية في اكتساب الشرعية الحزبية، ليصبح حزبًا معترفًا به من طرف الدولة.
وظهر فكر جماعة الإخوان في موريتانيا بمنتصف السبعينات مع تأسيس حركة الإصلاحيين الوسطيين، وكانت الجماعة الإسلامية هي أول تنظيم للتيار الإسلامي في موريتانيا، وظهرت في عام 1978، وبعد أن خرجت من رحم جماعة المساجد التي أصدرت أولى بياناتها في 1975 لتأييد التطورات السياسية على الساحة الموريتانية، وشجعت الجماعة الإسلامية على ظهور العديد من التنظيمات المذهبية والفكرية الإسلامية في موريتانيا، انصهر بعضها ببعض وظل بعضها منفصلًا حتى تم تأسيس تنظيم «حاسم» في 1990، ثم حزب الأمة وأخيرا حزب "تواصل".