أعلن الدكتور الأستاذ عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط عن سروره البالغ بحصيلة إنجازات بيت الشعر في نواكشوط وهو يطفئ شمعته الثانية، وكشف أن هذه الحصيلة شملت برنامج أنشطة انتظم لمدة عامين؛ عبر سلسلة أماس شعرية ومحاضرات أدبية ونقدية، ومهرجانين للشعر العربي، ودورتين تدريبيتين مع إشراك للفنون الأخرى من موسيقى وغناء ومسرح.
وقال الدكتور السيد في مستهل كلمته مخاطبا عشرات الشعراء والمثقفين والمهتمين: إن الذكرى الثانية لافتتاح بيت الشعر ـ نواكشوط مناسبة تجعلنا نتوجه بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على مبادرته التاريخية الفريدة من نوعها، والتي قرر من خلالها افتتاح 1000 بيت للشعر في الأقطار العربية.
وقال: إن فوز نواكشوط بالمرتبة الثانية في مشروع افتتاح بيوت الشعر بعد الأردن لهو دليل على ما يحظى به الموريتانيون من اهتمام.
وأكد أن بيت الشعر منذ افتتاحه استقبل أغلب رموز وأجيال القصيدة الموريتانية؛ معلنا استعداد البيت لتلقي مقترحات وآراء جميع الشعراء والمثقفين الموريتانيين حول تطوير وتوجيه أنشطته.
بعد ذلك استمع الحضور إلى تراتيل شعرية أحياها الشاعران: محمد محمود قاري ومحمد محفوظ سيدي محمد.
وبدأت الأمسية بالشاعر محمد محمود قاري، الذي أعرب عن سروره العميق بهذه الأمسية، التي يصعد فيها لأول مرة منبر الإلقاء الشعري.
وأثنى على التعامل الذي شهده من طرف إدارة بيت الشعر - نواكشوط وتعاطيها مع الشعراء، معربا عن تقديره للمبادرة التي تم بموجبها افتتاح بيت الشعر.
ولد قاري قرأ ثلاث قصائد من تجربته الشعرية، التي غلب عليها الطابع الصوفي، وبدأ بقصيدته "تعودت من مولاي" التي يقول فيها:
تعودت من مولاي لطفا فأينما
توجهت يلقاني بفيض المحبة
تعودت حفظا في الضياء و في الدجى
مع الناس أحيانا و حينا بخلوتي
تعوت يلقاني بروح وراحة
فنفسي و ايم الله إذ ذاك حنت.
إلى أن يقول:
وقعت بحب الله في كل لحظة
سكرت بحب الله في كل حالة
و آليت لا أخفي صنوفا من الهوى
سأشدو به في النوم طورا و صحوتي
كما أنشد قصيدته "رب السموات" التي يقول فيها:
رب السماوات و الأرضين إن لكم
عبدا ذليلا إلى الرحمن محتاجا
عبدا محبا لخير الخلق من مضر
من كان للخير سباقا و منهاجا
من كان في ظلمة الليل البهيم هدى
باق مدى الدهر للرائين وهاجا
إني اعتصمت به أبغي شفاعته
يوم اللقاء و تأتي الناس أفواجا.
واختتم بقصيدة غزلية بعنوان "نام الخليل" التي يقول فيها:
نام الخليل وعين الشوق لم تنم
أغفو و أصحو على حبي على أملي
و أنت ما أنت ؟ أنت الكون أجمعه
خبأتك الآن في قلبي و في مقلي
إني أحبك من قلبي أرددها
هذا سهادي و هذا الليل يشهد لي.
بعد ذلك استمع الحضور إلى ثاني شعراء الأمسية محمد محفوظ سيدي محمد، والذي ألقى بدوره ثلاث قصائد تدور حول المديح النبوي والوجدانيات والهم العام.
ولد سيدي محمد بدأ بقصيدته "ومضة من عالم النـــــــور" التي يقول مطلعها:
لهيب الهوى ما قد أصــــاب فؤاديـــا
أم السحر في أعماق جب رمـــانيا
تملكني حتــــــى وددت ـ وشيمــتي ـ
نقي الهوى أن أخبر الإثـم شافيــــا
براني الجــــوى حتى استحلت غلالة
تقاسمها فرط الجــــوى وإبائيـــــا
هيام الهوى رحمـــــــــاك إني معذب
وحسبك أن لا غير دائي دوائيــــا.
إلى أن يقول:
أبيت سمير النجم أذرف دمعـــــــــــة
وأعجب من حال الهجــود وحاليا
توضأت منها ناطقا باسم أحمــــــــــد
كأني صاد يرتوي العذب صافيـــا.
كما قرأ قصيدة " قــرن من التيـه":
استنجدي الأرض عل الأرض تنجيــك.
قرن من التيه والآهات يكفيــــــك
قرن من التيه كل الزيغ فيه هــــــــدى
وكل عاجز فكر فيه يرضيــــــــــك
قرن من التيه والأحلام ندفــــــــــــنها
في مهدها وعضال اليأس يبريك
إلى أن يقول:
اصحي من السكر كل القوم قد رحلوا
ونحن في أيكة الأغوال نبكيـــــك
والليل أقبل والأشباح تمــــــــــــــــلأه
وشعلة الفجر في الأحشا تناديـك
حتى متى تغمضين الجفن عن ألـــق
غناك كل لحون الصبح يشجيـــك.