جرت العادة ان يقطع الرئساء زياراتهم الخارجية كلما حدثت كارثة فى بلدانهم , ويباشروا الإطلاع على حجم خسائرها ويقفوا الى جانب المتضررين فيها , ويعطوا تعليماتهم للقطاعات الحكومية بمباشرة العمل على التخفيف من آثارها على المدين العاجل والمتوسط .
لكن فى بلد العجائب موريتانيا يسافر رئيس الجمهورية إلى فرنسا للمشاركة فى طاولة "تنمية اتشاد" صبيحة كارثة الإعصار التى حلت بولايتي لبراكنة ولعصابة 06-09-2017 وخلفت حسب احصائيات وزارة الداخلية التى اعلنتها فى بيان نشر عبر الإعلام الرسمي خمسة عشر قتيلا وأكثر من اربعين جريحا , ويواصل سفره وتنقله بين عواصم العالم على مدى اسبوع كامل رفقة حرمه وقلة من موظفى الرئاسة ,
واليوم يعود رئيس الجمهورية الى انواكشوط بعد ان امضى أسبوعا يتنقل فيه مع حرمه بين افخم الفنادق فى العواصم الأوروبية والإفريقية على حساب دافع الضرائب الموريتاني , مستغلا لذلك ثلث أسطول الموريتانية للطيران , بينما يمضى أسبوع كامل على مئات الأسر فى عدة قرى وبلدات فى الولايتين المنكوبتين بلا مأوى , يعيشون كلاجئين فى وطنهم دون ان تحرك الدولة ساكنا للتغيير من واقعهم الذى يعيشونه , فأكتفت الحكومة بإيفاد وزير الداخلية لتقسيم بضعة ملايين من الأوقية على بعض الأسر الى فقدت عدة افراد بسبب الإعصار .
كما يثير الغياب التام لهيئة الرحمة المملوكة لأسرة رئيس الجمهورية رغم امكانياتها الهائلة استغراب العديد من المراقبين , ويعزز الطرح الذى يقول انها هيئة لتبييض المال العام تحت يافطة العمل الخيري "الذى منها براء"
حين توفي نجل الرئيس أحمد ولد محمد ولد عبد العزيز فى المناطق الشرقية من موريتانيا جراء حادث سيارة تم تجيش كافة قطاعات الدولة لإنقاذه بما فى ذلك الطيران العسكرى , وحين تأكدت وافاته ظلت قطاعات الدولة فى حالة استنفار ومداومة طيلة ساعات اليوم , وتم نقل جثمانه على متن طائرة خاصة من الطينطان الى انواكشوط , وحين اصيب أكثر من خمسة واربعين مواطنا بجروح بعضها خطير حسب بيان الداخلية , اكتفت السلطات العمومية بنقلهم فى بعض سيارات الإسعاف المتهالكة بعضها لم يتمكن من الوصول الى العاصمة بسبب أعطاب فنية.
الغد