في تمرّد معلن على سياسة الرئيس دونالد ترمب الذي تشتد عزلته، أدان رئيس هيئة الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي الأربعاء ما وصفه "بالعنصرية والتطرف والكراهية" في إشارة إلى أحداث العنف في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا الأحد، التي اتهم متطرفون بيض بالتورط بها ونتج منها مقتل ثلاثة.
وقال ميلي في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر "إن الجيش لن يتسامح مع العنصرية والتطرف والكراهية بين جنوده، وهذا ضد قيمنا وكل ما كنا نؤيده منذ عام 1775".
وكان ترمب رفض مراراً آخرها الثلاثاء في مؤتمر صحافي في نيويورك، تحميل المتطرفين البيض والنازيين الجدد وحدهم مسؤولية أعمال العنف التي شهدتها شارلوتسفيل، وقال "إن اليساريين ارتكبوا أيضاً أعمالا عنيفة جداً"، متهماً وسائل الإعلام بتجاهل هذه الحقيقة.
ورئيس الأركان هو رابع مسؤول كبير في الجيش يعترض، بشكل صريح على رفض ترمب إدانة المتعصبين البيض والنازيين الجدد.
وعلى مدى الأيام الثلاثة أدان في تصريحات منفصلة، وزير الدفاع جيمس ماتس، والجنرالات رئيس العمليات البحرية جون ريتشاردسون وقائد سلاح البحرية روبرت نيلر، ورئيس أركان القوات الجوية ديفيد جولديفين ما وصفوه بأعمال "الكراهية والعنصرية والتطرف".
وجرت العادة ألا يتحدث قيادات في الجيش الأميركي بالشؤون السياسية، وهم محظور عليهم تولي أي مناصب مدنية ومنها وزير الدفاع إلا بعد سبع سنوات على تقاعدهم.
في إطار آخر، قالت تقارير الأربعاء إن عزلة ترمب "السياسية" اشتدت بسبب الغضب الواسع حتى بين أعضاء حزبه الجمهوري من رفضه تحميل المتعصبين البيض والنازيين الجدد وحدهم مسؤولية أعمال العنف التي شهدتها شارلوتسفيل.
وذكر موقع "ذا هيل الإخباري" الأربعاء أن عدداً من الجمهوريين أبلغوه أن مستوى التواصل مع ترمب مع حزبه انخفض بشكل كبير، بسبب رفض واسع لتصريحات الرئيس.
وانفرط المجلس الاقتصادي الاستشاري لترمب الذي يتكون من بعض رؤساء كبرى الشركات الأميركية بسبب انسحاب أعضائه منه، على ما يبدو احتجاجاً على رفض تصريحات الرئيس بشأن أحداث السبت الماضي، وهو ما دفع قائد أعظم دولة في العالم إلى إعلان حل المجلس في تغريدة نشرها الأربعاء عبر حسابه على تويتر الأربعاء.
وفي ظل هجوم شنه أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من اليهود على ترمب الثلاثاء بسبب عدم إدانته "لأعمال النازيين الجدد"، تجددت الدعوة إلى عزل ترمب، إذ قالت عضو مجلس النواب الديمقراطية جاكي سبير الاربعاء في تغريدة عبر حسابها على موقع تويتر، "أنه يجب على أعضاء الكونغرس، استنادا إلى التعديل الخامس والعشرين في الدستور، التحرك باتجاه عزل الرئيس من منصبه لانه غير مستقر عقلياً، ورفض إدانة أعمال العنف التي ارتكبتها المجموعات البيضاء المتطرفة".
"إيلاف"