افتتح العشرات من الفاعلين الثقافيين والاجتماعيين والإعلاميين في العاصمة الموريتانية نواكشوط مبادرة لتقريب الحوار بين المكونات الاجتماعية انطلاقا من التنوع الثقافي تحت اسم “الصالون الوطني لحوار الثقافات".
وخلال حفل انطلاق فعاليات الصالون الوطني لحوار الثقافات الذي حضره عدد من الشخصيات الإعلامية والثقافية والفنية بالإضافة إلى سياسيين وأكاديميين، أكد مؤسسو الصالون على ضرورة العمل من أجل إشاعة قيم التآخي والتراحم بين أطياف المجتمع، باعتبار أن التنوع العرقي واللغوي والثقافي كلها عوامل إيجابية في تقوية لحمة المجتمع.
وقال مدير قطاع الشباب السيد المصطفى ولد يمبابه في كلمة في افتتاح الصالون إن القائمين عليه وعوا ضرورة العمل بشكل مبادر لتقوية أواصر الأخوة والوحدة الوطنية بناء على ما تزخر به مكونات المجتمع الموريتاني من كنوز ثقافية وتراثية تجعلها تتميز عن مثيلاتها من الشعوب.
من جانبه قال منسق اللجنة الثقافية والإعلامية بالصالون المختار محمد يحيى إن الصالون جاء في جو تتسم به الساحة الثقافية والاجتماعية في موريتانيا بطغيان الخطاب الفكري النخبوي الذي يشهد شبه قطيعة مع الواقع والميدان، تمكنه من معالجة القضايا بفاعلية.
وأكد منسق اللجنة الثقافية والإعلامية في الصالون في بيان تلاه على مسامع الحضور أن “فكرة الصالون إنما انبثقت، لتجاوز العقبات الشاخصة أمام أطياف المجتمع الموريتاني لتتوحد وتتصالح، وتنعم بثراء تنوعها اللغوي والثقافي".
وقال “إن الصالون الوطني لحوار الثقافات، هو إطار جامع لعدد من فعاليات المجتمع المدني والنشطاء الثقافيين والإعلاميين، للعمل سوية من أجل إشاعة خطاب الوئام والتلاحم الاجتماعي القائم على إبراز التنوع الثقافي، والحوار الصريح، بهدف التغلب على الخطاب المتطرف والشرائحي والعنصري".
ووعد ولد محمد يحيى بإطلاق الصالون لسلسلة من الفعاليات المتنوعة ما بين ندوات وجلسات نقاش وحوار، بالإضافة “إلى أماس ثقافية وفنية، للتعريف بجمال تنوعنا الثقافي وثراءه، كما سيعمل الصالون على تشجيع البحث العلمي في قضايا التنوع الثقافي، وإصدار مجلة متعددة اللغات تساهم في توحيد الرؤية للفئات الاجتماعية المختلفة".
وقدمت الأستاذة لالة مريم بنت ميني منسقة اللجنة السياسية في الصالون عرضا حول فكرة إنشاء الصالون وأهدافه، متطرقة إلى النظريات والتطبيقات النموذجية في العالم للحوار بين الثقافات والمكونات الاجتماعية.
كما أكدت بنت ميني على أن منهج الصالون الوطني لحوار الثقافات سيطبعه الأسلوب المتحضر في الطرح، ومناقشة القضايا المطروحة على الساحة الوطنية لحرية وتجرد قصد التأثير وتغيير الواقع إلى الأحسن.
هذا وقدم عدد من الحضور مداخلات عبر مجملها عن أهمية وخطورة ما سيواجهه الصالون في سبيل تحقيق أهدافه النبيلة، من قبيل توحيد مكونات المجتمع الموريتاني بعيدا عن الفئوية والشرائحية، ونبذ المسلكيات الضارة بسلامة اللحمة الاجتماعية.
ومن بين المتدخلين الدكتور الحسين ولد مدو نقيب الصحفيين الموريتانيين الأسبق الذي أكد على أن نقاش القضايا الجوهرية التي يعاني منها المجتمع، يتطلب قدرا كبيرا من التجربة والتضحية بالوقت والجهد في سبيل تقديم الصورة النموذجية لإعادة اللحمة الاجتماعية.
من جهته أكد عضو المجلس الأعلى للشباب الشاعر جاكيتي الشيخ سك، على أهمية أن يعكس الصالون التنوع العرقي واللغوي الذي تتمتع به موريتانيا، التي تجمع بين عدة أعراق وثقافات متنوعة، مشيرا إلى ضرورة إتاحة الحرية للمكونات الاجتماعية لاستخدام اللغة التي تراها مناسبة لها.