إن اختيار موضوع الحلقة الجديدة من *صالون المدونين* وتزامنه مع ردود الفعل والتفاعل الكبير مع المقال الذي نشره السيد: وزير الاقتصاد والمالية؛ تحت عنوان: (إني لأرى بوادر تحول اقتصادي عميق لولا أن تفندون)، حمل دلالات عميقة وعكس حجم الاهتمام بالقضايا الوطنية من طرف المدونين والاستعداد الرسمي للتجاوب وفتح سبل التلاقي؛
لقد ورد من المعلومات والأفكار الصادرة من الجانبين-الرسمي والتفاعلي- ماهو جديد وهام ومحل بحث وتساؤل وتعطش..كما أبان عن الاستعداد والرغبة في التواصل وتلاقح الأفكار وتقبل النقد الشيء الذي يفرض تقديم الجديد ودعمه بالأدلة والشواهد الرسمية.
بعض المتدخلين في مقارنته للواقع الاقتصادي قبل وبعد وصول الرئيس الحالي/ السيد: محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة؛ تحدث عن إصلاحات اقتصادية وإنجازات على صعد مختلفة، كالصحة والتعليم والكهرباء والمياه والطرق.. وهي أشياء وقعت لا ينكرها إلا مكابر؛ لكنها تحتاج إلى رفع السقف مستقبلا كي تلامس كل التطلعات.
بعضهم ذهب *مستنيرا* إلى أن المعارضة تسيء إلى نفسها من خلال تشويه صورة النظام في أعين وأذهان الشركاء مع سبق الإصرار والترصد، وهي الحالة التي ستجعل المعارضة في ورطة كبيرة إن هي حظيت بمآل الأمور إليها.
استفادة البلاد من ثرواتها الطبيعية مازال دون المأمول وتحتاج إلى سواعد أبنائها جميعا؛ فعليهم نبذ الاتكالية وترك العزوف عن الأعمال الشريفة والعيش على أمل الحصول على الوظائف الكبيرة الضئيلة أصلا والتي تحتاج من بين أمور أخرى طرق السبيل الكفيل بالوصول إليها؛ والذي يعتمد أول ما يعتمد الجد والمثابرة والصبر والتميز والتضحية والإقناع..
البلاد تحتاج إلى تركيز جهود الحكومة على المجالات الصناعية وخاصة الصناعة التحويلية؛ سبيلا إلى امتصاص البطالة وزيادة انتعاش الاقتصاد، ففي بلادنا-رغم التحسن- تبقى روافد المجالات الصناعية محدودة من جهة ومعطلة من طرف رجال الأعمال؛ نظرا لنقص ثقافتهم الصناعية ولبدائية التفكير وانكشافية التحصيل وعدم أخذ المبادرة والمجازفة الاقتصادية التي غالبا ما تكون سر الثراء السريع في البلدان الأخرى.
القول بغياب دراسة الجدوائية عن العديد من المشاريع المنجزة في عهد النظام الحالي قول مرفوض لأنه تعميم غير منصف وفيه من الانكار والقفز على الحقائق ما يجعله ممجوج، وتقديم مصنع ألبان النعمة على أنه غير قابل للاستمرار بفعل بعده عن السوق الاستهلاكية؛ ملاحظة غابت عن صاحبها الحكمة الاقتصادية التي تعتمد الجودة ولا تعير بالا للمسافات، فالسوق المحلية تعج بالألبان الألمانية والهولندية ..
إقرار أحد أكبر المتدخلين -وهو من معارضة النظام- ببعض من الشفافية في المسابقات والتوظيف خلال السنوات الأخيرة يحمل دلالة عميقة على التحول الميداني الحاصل؛ وإن كنا نطمح إلى المزيد من أجل حصول الرضا التام، لكن تقديم هذه الملاحظة ممن ينطلق من تلك الخلفية في حد ذاته اعتراف بإيجابيات حاصلة وإن عزا ذلك إلى فترات سابقة أو لسلطات أتت بعدها أخرى.
عثمان ولد جدو