خرج الشيخ باي اليوم من معتقله في السجون العسكرية بعد أزيد من سبعة أشهر متنقلا خلالها بين ثلاثة سجون: دار النعيم، ألاك، ولكصر، بعد حكم استئنافية ألاك عليه في 31 يناير الماضي بالسجن سنة سبعة أشهر منها نافذة.
إنها لمناسبة مواتية لأن نشير إلى أنه لم يكن مجرد سجين رأي أراد النظام العسكري أن يجعله عبرة لكل مناضل رافض للاستهتار بالمواطنين، والاحتجاج ضد تزييف الحقائق التي تقوم بها حكومة العار المنفذة لتعليمات الطغمة العسكرية الحاكمة، بل كان أكثر من ذلك حيث مثل المناضل الصامد الذي لا يرضخ للضغوط العديدة التي سنتعرض لها لاحقا، والقابض على جمر مُثُلِه التي دفعته إلى رمي نعله تجاه وزير الثقافة الناطق باسم الحكومة، مما يجعله جديرا بكل احترام وتقدير، ومثالا على المناضل الصادق الذي لا يتخلى عن ما يعتقد أنه واجب وحق رغم الإغراء والضغط وروح الانتقام التي طبعت تعامل النظام ممثلا في الجهات القضائية التي قبلت أن تكون أداة طيعة في يده.
هي فرصة للتذكير بأن احتجاجه لم يكن اعتداء على موظف عمومي، فمقام خادمي الشعب مصون بما يستحقون من احترام، وليس تصفية حسابات شخصية ـ كما أوضح الشيخ باي نفسه ـ إذ كان ردا على الاعتداءات الأسبوعية المتكررة من طرف هذا الوزير بالكذب والمغالطات والتبرير ـ الذي يستخف بعقول المواطنين ـ للقرارات التي تتخذ في حق الشعب الموريتاني والتي تنهك كاهلهم بالغلاء والضرائب، وهو احتجاج سلمي رصين يتخذ مكانه بين أوجه الاحتجاج السلمي المقاوم في العالم.
إنها فرصة كذلك لتثمين جهود هيئة الدفاع عن الشيخ باي الذين تطوعوا للدفاع عن حق التعبير والحريات العامة، وترافعوا في نواكشوط وألاك بكل استماتة من أجل تكريس المبادئ الجوهرية للعدالة الموريتانية التي كشفت قضية الشيخ باي حجم الأخطاء التي حزت في مفاصلها، فلهم منا كل شكر وعرفان بالجميل.
ودون أن ننسى كل من تعاطف أو أبدى الدعم خلال الشهور الماضية من مجتمع سياسي أو مدني، وحقوقيين، فرادى وهيئات، فلا كلمات تكفي لشكرهم.
كما ننوه بأن حركة 25 فبراير نذرت جهودها لمقاومة الظلم والفساد، ولا مجال لديها لتضييع جهودها في المثبطين والمشككين أو الهازئين، فلعلهم يدركون يوما ما أن ما تقوم به أكبر من كل الأشخاص والمصالح الضيقة.
لقد انتهى فصل من مقارعة نظام البؤس والظلم، والنضال متواصل..
المجد للشعب الموريتاني
حركة 25 فبراير
نواكشوط، بتاريخ: 02/02/ 2017