أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات في جمهورية غامبيا اليوم الجمعة، عن فوز مرشح الانتخابات الرئاسية آداما بارو في النتائج الجزئية، مُتقدمًا على الرئيس الحالي المنتهية ولايته يحيى جامي.
وقال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات في غامبيا عليو ناجي إنه لم يسبق لأي رئيس في غامبيا قبول الهزيمة قبل النتائج النهائية اليوم”.
واعترف الرئيس يحيى جامي الذي حكم البلاد 22 سنة، بهزيمته في أول تناوب سلمي على السلطة، ولم يحدث في هذه الدولة الواقعة غرب أفريقيا انتقال سلس كهذا، منذ استقلال البلاد العام 1965.
وأشارت التقارير الواردة من غامبيا أن الرئيس الحالي البالغ من العمر 51 عامًا لم يلقِ كلمة رسمية حتى الآن.
وتفوق المعارض ورجل الأعمال الغامبي أداما بارو في النتائج الجزئية للانتخابات وهزم جامي في العاصمة بانجول، معقله الرئيس.
وبحسب النتائج الأولية للانتخابات التي بثها التلفزيون الحكومي الغامبي، وأعلتها جزئيًا لجنة الانتخابات، فإن زعيم المعارضة، يتقدم بفارق كبير في حدود 49% على أقرب منافسيه يحيى جامي الذي حصد حتى الساعة 42% من أصوات الناخبين.
وبذلك يكون مرشح المعارضة في غامبيا آدم بارو قد فاز في الانتخابات الرئاسية في البلاد بحصوله على 263 ألفاً و515 صوتاً.
وجاء الرئيس يحيي جامي في المركز الثاني بـ212 ألفاً و009 أصوات، بحسب لجنة الانتخابات.
أي دور للشباب؟
وخلال حكمه واجه الرئيس الغامبي يحيى جامي، العديد من محاولات العزل من منصبه، وتشير الاحتجاجات المتكررة في الشهور الأخيرة بأن جامي سيفقد منصبة اليوم في انتخابات أول ديسمبر/كانون الأول . وقال جراح باجي، أحد المنشقين الشباب عن النظام الغامبي المستبد، إن انتخابات الرئاسة الحالية تعتبر فرصة لتغيير نظام الحكم في غامبيا.
ودعا باجي المنفي خارج البلاد، من الشواطئ السنغالية، حيث ارتدى قميصًا أسود مكتوبًا عليه "قوة الحرية"، الشعب الغامبي إلى الخروج والإدلاء بأصواتهم والتعبير عن أنفسهم وأطفالهم وحياتهم المتردية، فلو ظل جامع واستمر في الرئاسة 20 عامًا أخرى فلن يتغير شيء، وسيزداد الوضع سوءًا وسيكون مستقبل غامبيا مظلمًا.
وبدأ الرئيس يحيى جامع حكم غامبيا من خلال السيطرة على البلاد بانقلاب عسكري عام 1994، ولكنه واجه مؤخرا معارضة لم يواجهها من قبل. فقد شهدت البلاد انتفاضات شعبية عارمة تشير إلى غضب الشعب من النظام المستبد، وتسببت الانتفاضات في تعذيب الناشط السياسي المعارض سولو ساندنج، والحبس لمدة ثلاث سنوات لمعظم أعضاء الحزب المعارض، بمن فيهم قائد الحزب حسين داربو. ويشار الى أن أهداف الأحزاب المعارضة كانت توحيد وإنشاء أول تحالف غامبي يمنح الشباب الغامبي فرصة التقدم والازدهار.
وتشير الإحصاءات الى أن غالبية الشعب الغامبي من الشباب، حيث تبلغ نسبة الشباب تحت سن الثلاثين 65% تقريبا من نسبة السكان، ولكن دائمًا ما تحبط نتائج الانتخابات طموحات هؤلاء الشباب، فيما يؤمن باجي بأن أمورًا كثيرة قد تغيرت أثناء الفترة الحالية، فهناك نية لدى معظم الشباب للاشتراك في الانتخابات المقبلة لإنقاذ الأمة من الأزمات الحالية.
وتبلغ نسبة البطالة لدى الشباب الغامبي 38%، ويرجع ذلك الى فشل قطاع الزراعة ونقص فرص العمل في المناطق الحضرية، ويشتكي المواطنون بأن ذلك يعتبر نتيجة لفرض ضرائب كبيرة على المستثمرين الأجانب مما يجعل الاستثمار الأجنبي شبه معدوم.
وصرح الحاج تورية، البالغ من العمر 27 عامًا والحاصل على دبلوم مهارات تقنية المعلومات والذي لا يجد سوى وظيفة حارس أمن ليعمل بها، بأن الانتخابات يجب أن تشهد تغييرًا هذه المرة، مضيفا "نأمل أن يفوز رئيسٌ يمكنه أن يقود الدولة نحو التقدم، فلقد انعدمت فرص العمل وانحسر الاقتصاد". وتابع " نريد حكومة تشجع الاستثمار الأجنبي".
ولا تعاني الدولة من مشكلة البطالة فحسب، فوفقًا لباجي فإن الدولة تعاني أيضا من كبت لحرية التعبير. وقال الناشط السابق علي خام، الهارب أيضا إلى داكار في السنغال إن "الأنسان لو تم تقييده من فعل شيء، فلن يظهر المعدن الحقيقي له ولن يتمكن من تحقيق أهدافه، خاصة لو كان شابًا."
وفي ظل هذه الأوضاع يضطر الشباب للهجرة إلى أوروبا، وليس من المفاجئ أن يكون تعداد الشعب الغامبي 2 مليون نسمة، هاجر أكثر من خمسه إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط. وأضاف علي خام أن الشباب الغامبي يفتقر للتنظيم والقيادة الرشيدة للمظاهرات التي تؤدي الى النجاح مثل انتفاضات بوركينا فاسو التي أودت بالرئيس السابق بليز كومباوري، وقال خام "قبل أي انتفاضة ينبغي أن يكون هناك وعي بالخطط والأهداف التي سيتم تنفيذها".
وفي الوقت الذي منعت فيه الثورات من الشوارع، انتشرت الحماسة والتشجيع على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال كاتب منفي يدعى لامين مناح، إنه بعد موت سولو ساندنج غير كثير من الشباب صورهم الشخصية على الـ"فيسبوك" الى اللون الأسود أو علم غامبيا، وتابع " لقد كان موته محبطًا لنا، فلقد شعرنا معه بقرب انتهاء الوطن"، كما حث على استمرار مواقع التواصل الاجتماعي في تشجيع الشباب للتخلص من مخاوفهم وتحقيق أهدافهم.
ومع ذلك وفي الواقع، لم يكن أحد يتوقع أن يحدث تغيير كبير في غامبيا رغم دعوات المنشقين للشباب بالخروج وإنقاذ الدولة، ووصفهم الموقف بأنه "حياة أو موت