زرت قبل أسابيع الشريف الصالح قطب زمانه, وفريد أقرانه: محمد الزين بن القاسم حفظه الله ورعاه, وبلّغه في الدارين مناهْ, زرته في مضاربه وقرأتُ هذه القصيدة بحضرته فأعجب بها أيَّما إعجاب وهي على النحو التالي:
ربع الكمال
سلامٌ من الأعماق يتلى ويكتب***وقلبٌ على جسْر الهوى يتقلبُ
ونفسٌ من الأفْراح سَكرى شجية***تُداعبُ ربعَ الوامقينَ وتطرب
وتنشدُ في ربع الكمال مرامها***على نَكدِ الأيام والدهر نُوَّب
وترنو إلى الأخلاق منه لعلها***تُعانق آفاقَ الجمال وتصحب
أبا القاسم الأوّاب والرَّبع ربعه***فلا مِحنة تخشى ولا خوف يرهب
ولا منَّة تُلفى إذا الكفُّ أتْحفتْ***بما أذهل الأكــــــــوانَ والكلُّ يعجب
هو الزاهدُ المفضالُ من آل هــاشم***فلا شرفٌ إلاَّ لذا الشهم ينسب
تقدمَ في الأخلاق والبذل والنّدى***وفي الهمة العلياء والمجد يحسب
فلا أملٌ إلاّ لدى الشيخ نـــــــاجزٌ***ولا وطرٌ يــــــرجى لديه مُخيب
فكمْ من فقير قد أنـــــــــــــاخَ ببابه***فأصْبحَ في نعمــــــــــائه يتقلب
أيــــــا دُرّةَ التاريخ والمجد والهُدى***وبدرَ تمام الكوْن والليلُ غيْهبُ
ويـــــــا باذل المعروف للناس كلهم***ويـــا أمل العافينَ والكلُّ يرغب
نزلتُ بكمْ من بعدِ لأَيٍ وإنني***أرومُ مقـــــــامَ العــــــــارفينَ وأطلب
أفتِّشُ عن مجدٍ تليدٍ وطـــــارفٍ***به ضنَّتِ الأيـــــــامُ والعمرُ يُنهب
وأبْحث في تسْطير ما أنـــــا آملٌ***وفي النفس حـــاجاتٌ ترامُ وتحجب
أيا سيدي والناسُ تبغي مرامها***ومن نكدِ التّاريخ أخْشى وأرْهبُ
أيا سيدي والفضل منك نوافلٌ***تعمُّ بها الأكوانَ والصدرُ أرحب
فجدْ لي بما أبغي من المجد والهدى***ومن دعواتٍ بالهزيع تُطيب
فتقضى بفضل الله منك حوائجي***وتَسعدُ آمالي فتزجى وتجلب
أيا سيدي والكلُّ يسعى لشيخه***فهبْ ليَّ ما أرجوهُ منك وأرغب
فلا عدمتْ منك السيادة والنّدى***ولا ذبلتْ دارٌ ولا عزَّ مَطلب
ولا زالت الأيــــــــامُ منك نـــواهلٌ***بكل مـــرام والبرية تعجب
وصلِّ إلهي ثم سلم على الذي***بأمداحه الأشعـــارُ تزهو وتطرب
مع الآل والأصحاب ما لاحَ بارقٌ***وما غربتْ شمسٌ وما ذرَّ كوكب
كلمات:المصطفى امون بتاريخ:12/10/2016م