أصدرت المحكمة الجزائية السعودية في جدة حكماً قضى بسجن سعودي عامين و160 جلدة، بعد أن اتهمه أب باستدراج ابنته القاصر إلى غرفة في سطوح العمارة التي يسكن فيها مع الأسرة، والاعتداء عليها عدة مرات وذلك بعد أن أسقط القاضي الحكم بحد الحرابة الذي طالب به الادعاء العام معتبرا الواقعة قضية تحرش، لعدم وجود دلائل قاطعة تثبت الاعتداء.
ونقلت صحيفة “الوطن” السعودية عن مصادر إن “هيئة التحقيق والادعاء تلقّت قضية فتاة قاصر تبلغ من العمر 14 عاما، أبلغ ولي أمرها مركز الشرطة بتعرضها لاعتداء جنسي من جاره الاربعيني في العمارة، وذلك بعد أن اعترفت الفتاة لأسرتها بأن جارهم الأربعيني يقيم معها علاقة منذ أكثر من شهر، وبعد القبض على الجار، والتحقيق معه أنكر ما نسب إليه، وبعد انتهاء التحقيقات تم تحويل ملف القضية إلى المحكمة الجزائية.
وأضاف المصدر أن ناظر القضية أحضر الفتاة القاصر مع أسرتها، وكذلك الجار المدعى عليه، وبسؤال الفتاة عن تفاصيل الاعتداء عليها، قالت إن المدعى عليه استدرجها عند نزولها من شقتها للشراء من بقالة قريبة، ثم أقنعها بالصعود معه إلى سطح العمارة، لمشاهدة أفلام رسوم متحركة، وقالت إنها حاولت التهرب منه لكنه سحبها إلى الغرفة وأغلق الباب وأجلسها أمام التلفاز وبعد مضي ربع ساعة من جلوسها ومشاهدتها تلك الأفلام تعمد القيام بحركات خادشة للحياء، وانتهى اللقاء بالاعتداء عليها.
وأوضح المصدر أن الفتاة قالت إنها بعد رجوعها إلى شقة أسرتها كانت تشعر بتعب في أجزاء جسمها، ولا تقوى على الحركة أو الجلوس بشكل طبيعي ولم تخبر أحدا من أفراد أسرتها بما حدث معها، وظل الحال على ذلك شهراً إذ كان الجار يجبرها على دخول شقته في العمارة والاعتداء عليها وتهديدها بأنه سيؤذيها إذا أخبرت أسرتها بذلك.
وفي إحدى المرات لاحظت الأم على ابنتها الخمول الدائم، وعدم القدرة على الحركة مما دفعها للذهاب بها إلى المستشفى وبالكشف عليها وجد أنها حامل في الشهر الأول، وأن الجنين ميت منذ 3 أيام فصدمت أسرتها وأبلغت الجهات الأمنية التي بدورها حضرت إلى المستشفى وأجريت جراحة لإزالة الجنين الميت للفتاة، وبعد ذلك أوقف المدعى عليه وبعد التحقيق أحيل إلى المحكمة.
كما طلب القاضي من الادعاء العام إحضار حجة تثبت أن المتهم هو من اعتدى على الفتاة، ولكن لضعف وجود القرائن والدلائل، وعدم ثبوت الأدلة القاطعة من المدعي العام، وعدم تطابق التحليل الوراثي لم يصنف القضية بأنها اغتصاب واعتداء على قاصر، واكتفى باعتبارها قضية تحرش بالفتاة وحكم بسجن الجار عامين و160 جلدة.