برشلونة ـ «القدس العربي»: عندما سحق برشلونة الأسباني في مباراته الاخيرة في دوري أبطال اوروبا ضيفه مانشستر سيتي الإنكليزي برباعية نظيفة، لم يكن برشلونة هو ذلك الفريق الذي اعتمد في السنوات الماضية بشكل هائل على المهارة وإنما ظهر الفريق بحلته الجديدة التي تعتمد أيضا على العمق من خلال الأداء الجماعي.
وتصدر برشلونة المجموعة الثالثة من دوري أبطال أوروبا برصيد تسع نقاط وبفارق خمس نقاط أمام مانشستر سيتي الثاني في المجموعة. لكن لم يعد برشلونة هو ذلك الفريق الذي يعتمد فقط على المهارات الفنية الفردية التي تزخر بها صفوف الفريق وإنما يستطيع الآن وللمرة الأولى منذ عشر سنوات أن يعتمد على فريق أكثر قوة وعمق من أي وقت مضى. ويتطلع برشلونة إلى الفوز بلقب دوري الأبطال هذا الموسم ليكون الخامس له في غضون 12 موسما. وحافظ برشلونة على فريقه المتأنق الزاخر بالمواهب الرائعة لكنه دعم الفريق أيضا بضم ستة لاعبين شبان في فترة الانتقالات الصيفة.
وحرص لويس إنريكي مدرب الفريق على توظيف واستغلال هذه الوجوه الجديدة لتكون بمثابة الاحتياطي الاستراتيجي للفريق، مما يسهل عليه منح الراحة لبعض النجوم الكبار وادخارهم للمباريات المهمة إضافة للتغلب على مشاكل غياب بعض اللاعبين أحيانا للإصابة. وبعد هزيمة الفريق أمام أتلتيكو مدريد الأسباني في دور الثمانية لدوري الأبطال الموسم الماضي نتيجة الإجهاد الذي عانى منه معظم اللاعبين، قرر برشلونة التعاقد مع لاعبين يخدمون الأداء الجماعي أكثر من كونهم نجوما بارزين في المهارات الفردية. وذكرت إذاعة «راك 1» بإقليم كتالونيا معقل فريق برشلونة: «لسنوات عديدة، لم يكن للاحتياطيين في برشلونة أهمية… كان الفريق رائعا وسخيا في العطاء داخل الملعب ولكنه لم يكن يمتلك العمق الكافي. ولهذا، عانى الفريق بشكل هائل عندما أصيب نجومه بالإجهاد وتعرضوا للإصابات، مثلما حدث في الربيع الماضي». والمثير أن جزءا من اللوم في هذا يقع على جوسيب غوارديولا المدرب الأسبق للفريق والذي قاد مانشستر سيتي يوم الأربعاء الماضي أمام فريقه السابق. وفرض برشلونة هيمنته بشكل هائل على الساحتين الأسبانية والأوروبية خلال الفترة التي تولى فيها غوارديولا تدريب الفريق من 2008 حتى 2012، حيث حصد بقيادة غوارديولا ألقاب 14 بطولة متنوعة، ولكنه افتقد في مناسبات عديدة لوجود البدلاء الذين يمكن الاعتماد عليهم، وهو ما أدى لبعض المشاكل للفريق وكان أبرزها في ربيع عامي 2010 و2012 .وتكرر هذا في ربيع 2016 عندما خرج برشلونة مبكرا من دوري الأبطال وكاد يفقد فرصة التتويج بلقب الدوري الأسباني اثر مجموعة من الإصابات والمعاناة من الإجهاد وتراجع مستوى اللاعبين البارزين بالفريق. وأصر إنريكي وروبرت فيرنانديز مدير الكرة بالنادي على عدم السماح بتكرار هذا، خاصة وأن سبعة من لاعبي الفريق تجاوزوا الثلاثين من عمرهم أو يقتربون من تجاوز هذا السن في الموسم الحالي. ولهذا، تعاقد برشلونة مع ستة لاعبين خلال فترة الانتقالات الصيفية قبل بداية الموسم الحالي وهم حارس المرمى ياسبر سيليسين من أياكس الهولندي والمدافع صامويل أومتيتي من ليون الفرنسي والظهير الأيسر لوكاس ديني من باريس سان جيرمان الفرنسي ولاعب الوسط دينيس سواريز من فياريال الأسباني وأندري غوميز وباكو ألكاسير من بلنسية الأسباني. وقال ديني، الذي يعوض غياب خوردي ألبا المصاب حاليا: «نعلم ان مهمتنا هي مساعدة الفريق عندما يعاني من الإصابات وتراجع المستوى… لا نتخلى عن إمكانية أن نصبح ضمن لاعبي التشكيلة الأساسية ولكن مهمتنا على المدى القصير هي مساعدة المدرب عندما يحتاجنا».
وكانت وسائل الإعلام وجماهير الفريق استقبلت هذه التعاقدات بالترحيب الشديد، رغم أن عددا من اللاعبين الجدد لم يفرض نفسه مع الفريق حتى الآن. وذكرت قناة «تي في 3» التلفزيونية الأسبانية: «إنه الفريق الأكثر عمقا والأفضل اتزانا لبرشلونة منذ 2006 «. ولم يترك سيليسين وألكاسير حتى الآن أي بصمة لهما مع الفريق، حيث بدا الحارس الهولندي مهتزا في المباراة الوحيدة التي خاضها مع الفريق حتى الآن وهي المباراة التي خسرها برشلونة 1/2 أمام ألافيس، فيما لا يزال ألكاسير حتى الآن في انتظار تسجيل هدفه الأول مع الفريق. وقال ألكاسير، بعد مباراة الفريق التي سحق فيها ديبورتيفو لاكورونيا برباعية نظيفة يوم السبت الماضي في الدوري الأسباني: «لست قلقا على تسجيل الأهداف. أعلم أن الأهداف ستأتي. أريد فقط مساعدة الفريق». وفي المقابل، لاقى أومتيتي وديني وسواريز وغوميز استحسانا على الأداء الذي قدموه في مشاركاتهم مع الفريق حتى الآن، ما دفع المشجعين والمعلقين إلى التأكيد على أن برشلونة أصبح الآن أكثر عمقا وقوة.