أصبح من المألوف لدى الجميع ما تقوم به مؤسسات الإعلام العمومي من التطبيل اللامتناهي لأي نظام حاز السلطة بأي طريقة وفي الغالب تكون غير شرعية، وسعيها الدؤوب لتجميل الوجه القبيح لذلك النظام ووصم كل من يخالفه الرأي والمواقف بالمكابر وغير الوطني، وشتى ذلك من النعوت والأوصاف، وهو ذاته النهج الذي يتجذر اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وعلى إثر الإصرار المتعمد من طرف كافة تلك المؤسسات، على التغييب المتعمد للحزب في النشرات الإخبارية والتغطية والإستضافات اليومية، فإن تكتل القوى الديمقراطية :
ـ يعبر عن كامل احتجاجه وشجبه لهذا السلوك غير المهني واللامسؤول، والذي لا ينبغي أن يصدر عن مؤسسات – يفترض أنها- ذات خدمة عمومية، ويدين الانحراف الكبير في خطها التحريري، وتكريسها للتغطية على مساوئ وفضائح النظام الفاشل لمحمد ولد عبد العزيز، وخدمة حزبه وشيعته وتلميع رموزه والدعاية لنشاطاته الكرنفالية، وجعلها بوقا له ومنبرا هو محتكره الأوحد، كما يستنكر صمت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية "الهابا" ومباركتها لهذه الانتهاكات.
ـ يذكر النظام بأن هذه الممارسات التي تجاوزها الزمن، لن تزيد الرأي العام إلا قناعة بزيف شعار حرية الإعلام وتساوي الفرص أمام كافة الفرقاء السياسيين الذي يتبجح به زورا في كل خرجاته، و تؤكد أحاديته واحتكاره لمؤسسات الدولة وتوظيفها في أغراضه الخاصة، كما أنها تفقد المؤسسات الإعلامية مصداقيتها ـ المفقودة أصلا ـ لدى المتابع، وأجبرت المواطن على البحث عن منافذ إعلامية أخرى، خاصّة مع ظهور معطيات جديدة في الفضاء الإعلامي ؛
ـ يجدد مطالبته للهابا، بتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية التي طالما فرطت فيها، وإيقافها للممارسات البائدة التي تقوم بها التلفزة والإذاعة الرسميتين والوكالة الموريتانية للأنباء، والعمل على الارتقاء بالقطاع الإعلامي عموما، وانفتاحه على الهيئات المدنية والسياسية، والقضاء على الإنتهاكات التي تحدث فيه بشكل ملحوظ ومتزايد.
نواكشوط، الأربعاء 3 محرم 1438 الموافق 5 اكتوبر 2016
الدائرة الإعلامية للتكتل