بدأ الراحل ديدي ولد اسويدي العمل في الصحافة قبل استقلال البلاد بعدة سنوات، حيث كان أحد الصحفيين القلائل الذين غطوا مؤتمر ألاك أواخر خمسينيات القرن الماضي؛ ليكون بذلك أول موفد إعلامي في تاريخ البلاد؛ إبان إرهاصات الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي.
زار الرئيس الفرنسي شارل ديغول موريتانيا لوضع حجر أساس العاصمة نواكشوط، في الخامس من مارس 1958؛ حيث كان الراحل ولد اسويدي أحد الصحفيين الذين نقلوا أحداث تلك الزيارة عبر الإذاعة الوطنية، وكان مقرها آنذاك في مدينة سينلوي السنغالية.
و في سنة 1960 كان الصحفي الراحل يعانق القلم ويداعب القرطاس، محررا بارزا ضمن الطاقم الصغير لإذاعة موريتانيا في مدينة سنلوي السنغالية الحدودية.
ديدي ولد اسويدي من جيل الإعلاميين الأول، الذي واكب نشأة الدولة الموريتانية ولعب دورا أساسيا في قيام إعلام ناصح حقيقي، يخدم قضايا وطنه ويعتمد النزاهة والمهنية في عمله، وكان همّ هذا الجيل هو تأصيل المواطنة والوعي بأهمية خدمة الوطن، يقول الراحل في إحدى مقابلته:"إن همهم كإعلاميين في تلك الفترة هو تأصيل المواطنة والوعي بأهمية خدمة الوطن مع نقل ما يحدث دون تعليق،كان الجميع مرتاح للاستقلال وكنا ننقل ما نرى وكان للإعلام تأثيره، فالناس يهمهم و بشكل كبير الإعلام والعدالة،فعدد الصحفيين في الإذاعة حينذاك كان قليلا جدا وكانت الإدارة في يد الفرنسيين".
و أضاف: "كنت من أوائل الصحفيين المهنيين أنا واعبيدي ولد الغرابي الذي تكوّن في إدارة الأخبار وكذلك عبد الله ولد سيديا الذي أصبح مديرا فيما بعد وتبعهم محمد محمود ولد ودادي وخي بابا شياخ"...لقد كان مصدرنا الأساسي للأخبار وكالة الأنباء الفرنسية فضلا عن الأخبار التي تحدث داخل البلاد،وكان المذيعون في الإذاعة من الموظفين الأوائل، مثل عبد الله ولد عبيد وأحمد بزيد ولد احمد مسكه"..
عمل الراحل ديدي ولد اسويدي كأول مستشار إعلامي للرئيس المختار ولد داداه، ثم مديراً للإذاعة الوطنية التي كانت آنذاك تضم عدداً قليلاً من ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ، وكانت إدارتها ﻓﻲ ﻴﺩﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻴﻥ.
وفي فترة حكم الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز عاد الراحل ولد ديدي - بعد سنوات من الابتعاد عن الأضواء - إلى الواجهة حين هم النظام بطباعة أول مصحف موريتاني، وفق الطريقة الشنقيطية؛ فكان من محاسن الصدف بالنسبة للنظام أن "مطابع النور" التي يمتلكها الراحل ديدى قد قطعت أشواطا كبيرة في طباعة مصحف وفق نفس الطريقة التي وضعتها وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي.
في اليوم السابع من يناير 2014 توفي الصحفي الشاهد ديدي ولد اسويدي بعد معاناة طويلة مع المرض،وبعد تسعين عاما شاءت الأقدار أن تُختم سنوات العطاء الوطني بالإشراف المباشر على طباعة "مصحف شنقيط"، في نهاية رحلة عطاء بدأت من خلف "الميكرفون " في الإذاعة الوطنية،وختمت بطباعة "المصحف".
خلاصة الكلام أن الراحل ديدي ولد اسويدي كان من أوائل الصحفيين في هذا البلد، وقد ترك بصمته في الإعلام الموريتاني، حيث كان من المؤسسين لأول منبر إذاعي لصالح الجمهورية الإسلامية الموريتانية(إذاعة موريتانيا).