فاخرت الدولة بأنها قد تكفلت بعلاج عدة أمراض-من بينها مرض الكبد- لغلاء كلفة علاجها وعجز المواطنين عن دفع أثمانها.
ورغم أن الحكومة أنشأت مستشفى لعلاج أمراض الكبد وعينت مديرا له، لكنه لم تنتهي الأشغال فيه ولم يمارس نشاطه بعد.. لذا لا زال المواطنون الموريتانيون يتجهون إلى مستشفيات العاصمة للحصول على العلاج، لكن الجهة المعنية بتوفير الدواء لهؤلاء المرضى، لا تقدم سوى القليل لهذه المستشفيات، التي تواجه سيلا من المواطنين المصابين بفيروس الكبد، الشيء الذي نتج عنه عجز خطير في توفير الدواء لهؤلاء المرضى الذين يعانون من مرض مزمن وخطير.. للبقاء على الحياة لا يمكن التوقف عن تلقى جرعات دوائية ضده .
ويواجه مرضى الكبد الذين يتلقون جرعات أسبوعيا بمستشفى الصداقة اليوم وضعا خطيرا، حيث صارو يأتون في موعد تلقي الجرعة أسبوعيا، دون الحصول عليها ويدخلون بدلا من ذلك في دوامة من المواعيد لا نهاية لها.
فلا إدارة المستشفى تلح على الجهة المزودة من أجل توفير الجرعات اللازمة ولا تلك الجهات تقوم بتوفيرها.
أما الأطباء فيكتفون بالكتابة والاتصال الهاتفي، دون جدوى، ثم بعدها يدخلون في سبات وينسون مرضاهم، يواجهون مرضا يعتبر من أخطر الأمراض وأشدها فتكا بالناس في بلادنا، التي انتشر فيها انتشار النار في الهشيم.
فهل سيترك مستشفى الصداقة مرضاه يواجهون موتا محققا ويكتفون بكلمات عابرة لادارة الدواء؟ أم أن الأمر بالمجمل خارج حسابات المعنيين بهذا الداء الوبائي والخطير بالبلد وبالتالي فليس أمام مرضى الكبد، سوى انتظار المجهول والتعايش مع مرضهم القاتل دون علاج، لأنهم يعيشون في بلد لا يتحمل أي شخص فيه مسؤولية فعاله؟
إنها صرخة في وجه وضع شاذ وخطير، يهدد حياة ما يقارب ربع سكان الجمهورية الاسلامية الموريتانية.