تنظر كل من داكار ونواكشوط إلى الأخرى بغضب؛ فالأخيرة لم يرق لها أن تحاصر داكار غامبيا منذ مارس الماضي، كما أنه لم تخف غضبها عندما طلب ماكي سال و27 من نظرائه الأفارقة بتعليق الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من الاتحاد الأفريقي.
العلاقات بين داكار ونواكشوط ليست في أفضل حالاتها، وموريتانيا تفضل أن تكون أقرب إلى غامبيا من السنغال. وفي المقابل تُوَثّق السنغال علاقاتها بالمغرب التي تدير لها موريتانيا الظهر.
ينضاف إلى ذلك بعض المشكلات الأخرى. فقد حدث في أن الصيادين السنغاليين دخلوا بصورة غير قانونية إلى المياه الإقليمية الموريتانية فأُطلق عليهم الرصاص من قبل خفر السواحل الموريتانية. وفي أعقاب ذلك، طُرد أيضا بعض العمال السنغاليين بعيد أيام قليلة من زيارة للرئيس ماكي صال إلى موريتانيا. في رد فعل على الأرجح قررت السنغال طرد الآلاف من الرعاة من الأراضي السنغالية.
وهي مجموعة من العلامات الواضحة، ولكنها لا تكشف عن الأسباب وراء هذه السلسلة من الفعل وردة الفعل. فهل قررت موريتانيا اتخاذ موقف متشدد مع الصيادين السنغاليين، فقط لمجرد دعم غامبيا. فقد كانت السنغال قد فرضت حصارا على بانجول بعد إغلاق كل حدودها ومنع حركة البضائع مثل الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، ووجدت موريتانيا في المغتربين السنغاليين لديها وسيلة ضغط على السنغال لتخفيف قبضته عن غامبيا.
وقد ازداد الوضع سوء بعد القمة ال27 للاتحاد الأفريقي، والتي ألقى فيها ماكي سال بثقله وراء عودة المغرب إلى ما يسميه "أسرته الأفريقية". وهو ما أغضب موريتانيا المتعاطفة مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في ظل توتر علاقاتها مع المغرب.
ترجمة الصحراء