أعلن زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني فك ارتباط الجبهة في سوريا عن تنظيم «القاعدة»، وفق ما أعلن في خطاب مرئي مسجل بثت قناة «الجزيرة» القطرية مقتطفات منه أمس، فيما قال قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال جوزيف فوتال إن «جبهة النصرة» ستظل جزءا من تنظيم «القاعدة» وإنها تشكل خطرا.
وقال الجولاني:»قررنا إلغاء العمل باسم جبهة النصرة وإعادة تشكيل جماعة جديدة ضمن جبهة عمل تحمل اسم «جبهة فتح الشام».. علما بأن هذا التشكيل الجديد ليست له علاقة بأي جهة خارجية».
وتابع أن التشكيل الجديد يهدف إلى «العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين الناس والعمل على التوحد مع الفصائل لرص صف المجاهدين ولنتمكن من تحرير أرض الشام من حكم الطواغيت والقضاء على النظام وأعوانه»، متوجها بالشكر الى «قادة تنظيم القاعدة على تفهمهم لضرورات فك الارتباط».
وكان تنظيم «القاعدة» منح مباركته لـ»جبهة النصرة» لفك الارتباط عن التنظيم الأم. ووجه أحمد حسن أبو الخير، نائب زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري في تسجيل صوتي بثته «المنارة البيضاء للإعلام الإسلامي» التابعة للجبهة، واستمعت له «القدس العربي» أعضاء «النصرة» إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية ما وصفه بـ»جهاد أهل الشام»، طالبا منهم أن يمضوا قدما بما «يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين»، مضيفا «نحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر».
وأوضح أبو الخير أن تنظيم «القاعدة» قرّر «بذل كل الأسباب الممكنة للحفاظ على الجهاد الشامي راشدا قويا، وسحب كل الذرائع الواهية التي يضعها العدو لفصل المجاهدين عن حاضنتهم».
وأضاف «أصبحت للمجاهدين قوة لا يستهان بها ومحاكم شرعية تحكم بشرع الله وهيئات خدمية ترعى شؤون الناس ويوازي ذلك جيل جديد تربّى على فقه العزة والجهاد سبيلاً لصيانة دينه وحرمات أمته».
واستدرك أن «المرحلة التي وصلت إليها الأمة وانتشار الجهاد ودخوله المجتمع المسلم وانتقاله من مفهوم جهاد نخبة إلى جهاد أمة لا ينبغي أن يُقاد بعقلية الجماعة والتنظيم بل يجب أن تكون الجماعات والتنظيمات عامل توحيد وحشد لا تفريق ومنابذة».
وأورد التسجيل جزءا من كلمة سابقة لزعيم القاعدة الظواهري يقول فيها «إن أخوّة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة».
ويأتي هذا الإعلان بعد أيام على تداول محللين وحسابات قريبة من «جبهة النصرة» على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن توجه الجبهة إلى فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة»، في خطوة استباقية لتجنب الجبهة تداعيات اتفاق روسي ـ أمريكي تم التوصل إليه قبل أسبوع لتنسيق الجهود العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة «النصرة»في سوريا.
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن جبهة النصرة مازالت هدفا للطائرات الأمريكية والروسية في سوريا على الرغم من قرارها قطع العلاقات مع تنظيم القاعدة وتغيير اسمها.
وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن إعلان جبهة النصرة يمكن أن يكون ببساطة مجرد تغيير للمسميات وإن الولايات المتحدة ستحكم عليها من تصرفاتها وأهدافها وعقيدتها.
واللافت ظهور الجولاني كاشفاً وجهه للمرة الأولى، وذلك بعد عدة لقاءات إعلامية وإصدارات مرئية خرج بها زعيم «النصرة مخفيا وجهه.
وبحسب تغريدة نشرها الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط للدراسات تشارلز ليستر والمواكب للمجموعات الجهادية، قبل أيام، تهدف»جبهة النصرة» من إعلان فك الارتباط عن «القاعدة» إلى «ترسيخ حضورها أكثر في الثورة السورية وضمان مستقبلها على المدى الطويل».
وتصنف الولايات المتحدة الجبهة على أنها منظمة «إرهابية»، وقد استهدفتها الضربات الجوية، التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أمريكية في سوريا مرات عدة، وإن بوتيرة أقل بكثير عن تنظيم «الدولة».
وتعد «جبهة النصرة» في سوريا أحد أبرز فروع تنظيم «القاعدة» الجهادي، الذي أسسه أسامة بن لادن، وتراجع نفوذه في السنوات الأخيرة مع تصاعد نجم تنظيم «الدولة» الذي بات يتصدر «التنظيمات الجهادية» في العالم.
القدس العربى