تنعقد القمة العربية السابعة والعشرون ، في ظروف بالغة الصعوبة ، مما يتطلب من القادة العرب مواقف شجاعة وصارمة تعمل على إعادة الوحدة والتضامن والاستقلال .
وإن اتحاد قوى التقدم ، ليرحب بالزعماء العرب الكرام في انواكشوط ، ترحيبا يليق بمقامهم وبما عرف عن الشعب الموريتاني من كرم الضيافة . ولعلها مناسبة سانحة يؤكد فيها اتحاد قوى التقدم مع كافة الشعب العربي على بعض القضايا الهامة بل المصيرية :
- يؤكد أولا على أن القضية المركزية للعرب ، القضية الفلسطينية تمر الآن بأخطر مراحلها حيث تعمل إسرائيل والداعمون لها من قوى الشر على تهويد القدس وكافة الأرض الفلسطينية وعلى مرءى ومسمع من العالم وكأن العرب لا يسمعون ولا يبصرون .
أملنا كبير أن تولي قمة انواكشوط اهتماما خاصا بهذه القضية يتناسب مع المرحلة الخطيرة التي تمر بها مستذكرين المثل المعروف : "إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض" .
- ويرى اتحاد قوى التقدم كذلك ، أن نشوب الطائفية والمذهبية بين الشعوب خطر داهم ونار يوقدها الآخرون ليشغلونا عن القضايا المصيرية ؛ فلقد تعايش الشعب العربي تاريخيا مع هذه الاختلافات الدينية التي توحدها كليات كبرى ولا تختلف إلا في التفاصيل .
- ويذكر اتحاد قوى التقدم الزعماء العرب وهم يعقدون قمتهم السابعة والعشرين في إحدى عواصم المغرب العربي ، أن عليهم العمل وبشكل فعال ومبتكر على حل أهم مشكلة يعيشها هذا الجزء من الوطن العربي ، ألا وهي مشكلة الصحراء الغربية ؛ هذه المشكلة التي تعيق الاندماج والوحدة بين دول وشعوب المنطقة . ونعتقد أنه لا يجوز للعرب إهمال هذه القضية فهي عربية بامتياز ومصيرية ، لها تأثيرها على كافة العمل العربي المشترك ؛ والتي قد تؤدي إلى تطورات خطيرة .
- ويعرب اتحاد قوى التقدم عن يقينه بأن الارهاب الأعمى من أخطر المشاكل التي يعيشها عالمنا بما للإرهاب من تأثير على الاستقرار والتنمية . إلا أن حل هذه المشكلة يكمن أساسا - حسب تصورنا - في توفير العدالة والديمقراطية والمساواة والحكم الرشيد ، فذلك مطمح الشعوب العربية ، وبحصوله ينتفي الكثير من التذمر والاحتقان ، وإذ ذاك يمكن للوسائل الأخرى الأمنية وغيرها أن تجدي نفعا في علاج هذه الظاهرة الغريبة ؛
- ولسنا بحاجة إلى تذكير القادة العرب بأهمية افريقيا كسند أثبت نجاعته وأهميته للأمة العربية ، ينبغي العمل الدائم على تقويته وتعزيز الروابط بين العالمين العربي والإفريقي ؛
وقد لعبت موريتانيا بحكم موقعها الجغرافي وتركيبتها البشرية دورا بارزا في هذا الميدان .
وفي الأخير لا بد من تفكير جديا من إصلاح جامعة الدول العربية بما يتلاءم مع المتطلبات الراهنة نتمنى لمؤتمر العرب في انواكشوط النجاح والتوفيق وعودة ميمونة إلى الأهلين والديار .
انواكشوط : 21- 07- 2016
الرئاسة