ازدانت الساحة الثقافية الموريتانية والعربية بإنجاز جديد، تمثل في العدد الأربعين مجلة "حروف عربية"، المجلة الوحيدة المتخصصة في الخط العربي عالمياً. فقد تضمن العدد الجديد من المجلة الصادرة من دبي، ملفاً عن (الخط العربي في بلاد شنقيط)، تولى تنسيقه وإعداده كلٌّ من الكاتب الروائي محمد ولد محمد سالم، والباحث الشاعر محمد الأمين السملالي.
وقد تضمن العدد موضوعاتٍ غايةً في الأهمية، قدمت تعريفاً شاملاً عن التراث الموريتاني المخطوط، وعن إسهام الشناقطة في هذا الفن العربي الأثير.
ومن تلك الموضوعات لقاءٌ مع خطاطِ المصحف الموريتاني الأستاذ محمدن أحمد سالم، عرض فيه لتجربته الشخصية في الخط العربي، وتطرق إلى مشروع المصحف الموريتاني، وخصائص الخط الشنقيطي.
كما احتوى موضوعات عن: المصاحف الشنقيطية، وتجليات الإبداع في الخط الشنقيطي، وعن النص الموازي في المخطوط الشنقيطي، إضافةً إلى تجارب الخطاطين الموريتانيين المعاصرين.
وكان الختام مع قصيدة العدد، التي جاءت بعنوان "حروف الجمال"، من إبداع الشاعر الموريتاني محمد الأمين السملالي، وتولى كتابتها بخط المحقَّق الخطاط السوري المميز أسامة الحمزاوي، وهذا نصها:
حروفٌ تجلّت بتاج الجمالْ وقد بلغَتْ رُشدَها والكمال
حروفٌ بنورِ الهدى زُيِّنت وأشرقَ منها ضياءُ الجَلال
عليها من السحرِ إطلالةٌ وذاك لعمريَ سحرُ الحَلال
تَميس بثوب الشباب اختيالاً وتخطو الهوينى بسُكْر الدَّلال
أيا ابْنةَ يَعرُبَ يا غادةً تحيَّر فيها لسانُ المقال
نَمتكِ دُبيُّ إلى مجدِها وعانقتِ فيها سماء الخيال
وكُنتِ بها مثلَ عقدِ النُّضار على جيدِ ذاتِ البها والجَمال
نَزُفُّ إليك جميلَ الوداد بشعر كعذب الرحيق الزلال
وشنقيطُ أرض حُروف السنا تمدُّ إليكِ حبال الوصال
وتهديك أسنى أماني الهنا سطوراً من الحُب تغزو الرمال