بحضور جمهور نخبوي من الشعراء والمثقفين والإعلاميين؛ نظم بيت الشعر – نواكشوط مساء السبت في قاعة النشاطات؛ أمسية شعرية، حفلت بقصائد تنوعت بين حب الوطن والانسياب الوجداني وبين شعر المديح النبوي، من خلال النصوص التي ألقاها كل من الشاعرين: - حسني ولد شاش - التراد ولد محمد بدأت الأمسية بكلمة البيت وتقديم الشاعرين من خلال عطاءاتهما الأدبية. الشاعر الأول حسني ولد شاش، شكر القائمين على بيت الشعر في نواكشوط مؤكدا أهميته في تنشيط الساحة الثقافية بموريتانيا، ثم ألقى نصين كان أولهما قصيدة كتبها للإشادة بمشاركة الشاعرين: محمد ولد الطالب، والشيخ أبوشجة؛ في مسابقة "أمير الشعراء" المنظمة بدولة الإمارات العربية المتحدة - الموسم الأول، يقول فيها: سمو أمير الشعر يزهو بك الدهرُ ولا فتية تسمو عليك ولا عصرُ رفعت على الجوزاء هاماتنا علا فصار لنا عز وصار لنا ذكر وقد علمت شنقيط أنك فخـــرُها وفارسها المقدام والشاعر الذخر علوت شموخ الفخر عزا وسؤددا وقامتك الشماءُ ما طالها فخـــر أضأت سماء الشعر فانقشع الدجى وعم على الأرجاء نورك يا بـــــدر ومن كل واد جاءك الشعر طائعا وعن ملكات القوم قد حجب الشعــــــــر ولم تقف الأجبال بينك والرؤى طموحك لا يثنيه بر ولا بحــــــر وإن لنا شيخا أمــــــيرا وفارسـا وإن غاب فالأشعار من بعده قفــــــر سيذكره قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد وفي نصه الثاني ألقى مرثاة للشاعر محمود درويش، بعنوان: "يا أنبل الشعراء" يقول فيها: رحلتَ سميا كما جئتنا نقيا كماءِ السحابْ كدمعة أمي رحلت إلينا وفينا وعنا رحلتَ رسولا إلى عالم الصمتِ تنشر دين الخلودْ إلى عالم الموتِ جئت لتحيا لأنك "تخجل من دمع أمك حين تموتْ..." ستبكيك مزنُ محاجرنا وغيم قصائدنا سنبكيك طول حياتك في موتنا سننثر عطرك في كل قلبٍ وفي كل بيتٍ وننشر نورك في ليلنا بدورا تضيء غياهبنا ونمسح عن خد حيفا دموعك يا أنبل الشعراءْ رحلتَ نيبلا كما يرحل الشهداءْ عظيما كما يرحل العظماءْ وفينا ستبقى كما كنتَ فينا نقيا.. نقيا.. أما الشاعر التراد ولد محمد؛ فقد أثنى على تجربة بيوت الشعر في الوطن العربي وشكر القائمين عليها؛ وألقى ثلاثة نصوص، كان أولها بعنوان "دموع الشمس" وفيه يقول: إلا قليل من فتات الروح حين تناثرت بين الأكف تناثرا لم يبق لي وبقيت ألتمس الرؤى خلف الرؤى وأنا أفيض خسائرا يا أيها الزمن الكبير تصرمت مني الحياة فعدت ألهث صاغرا لا شيء إلا ومضة أزلية كانت تخبئها النسائم في الثرى لا شيء إلا ضحكة كانت تغازلني إذا ضيعت نفسي في الورى أبدا أسيل مع الحياة كسارق الزمن الجميل إذا تلبسه الكرى أبدا أسيل مع الحياة وكنت أبحث عن رؤى تجتاحني كي أكبرا من وجنة الشمس ارتميت وكنت أول دمعة هطلت سحابا ماطرا حتى ارتويت من التنزّل والهطول على أديم الجرح جرحا آخرا وتلوح في نفسي منازل جمة وأظل مجنون الرحال مسافرا ثم ألقى قصيدته "الوجع المصلوب" وفيها يقول: ضاقت علي منافذ الأيام وقست علي بلابل الإلهام وأنا من المجهول أجمع عالما نزف الحروف وهام في الأحلام ويشدني لعب المساءات التي لا تنتهي بقداسة الأرحام أجتاز أودية الحياة مهاجرا للانهاية هائم الأقدام لا شيء يحملني لباب سكينتي الأولى خسرت طفولة الإلهام أبدا ألوّح للحياة برايتي البيضاء معتكفا على استسلامي وكفرت بالأحلام.. ثرت على الهوى والنائمات على جناح هيامي بعد أن أكمل الشاعران قراءاتهما الشعرية، تنسّم الشعراء والحضور عبق حديقة بيت الشعر، لافتين إلى أن شجرة الموز في حديقة البيت أثمرت، وذلك في إشارة طريفة إلى ما تحقق من نجاحات البيت وعطاءاته.