يحل القادة والأمراء العرب على الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث تستضيف نواكشوط القمة العربية - ولأول مرة في تاريخها- في 25 من الشهر الجاري، ويأتي عقد القمة بعد جدل كبير داخليا وخارجيا، شكك ولا يزال في قدرة بلادنا على تنظيمها لقمة " الأمــل " .
وسيحل قبل القادة العرب وفدا من الأمانة العامة للجامعة سيتوجه إلى العاصمة الموريتانية "نواكشوط" يوم 13 يوليو الجاري للاطلاع على آخر الترتيبات والاستعدادات لاستضافة القمة العربية العادية فى دورتها الـ27 والمقرر عقدها يوم 25 يوليو الجاري، حسبما أكده نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس الأحد.
وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلى، فى مؤتمر صحفى الأحد 03 يوليو الجاري- عقب الاجتماع الرابع المشترك وقبل الأخير بين الأمانة العامة والجمهورية الإسلامية الموريتانية، والتى مثلها السفير ودادوى ولد سيدى هيبة - إن الجانب الموريتانى أبلغ الجامعة العربية أنه تم الانتهاء من كافة الترتيبات والاستعدادات الفنية واللوجسيتية، كما تم الانتهاء من إعداد الوثائق الخاصة بالقمة وشعارها "قمة الأمل"..
وأكد بن حلى أنه سيسبق القمة، سلسلة من الاجتماعات التحضيرية، سواء على مستوى كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادى والاجتماعى يوم 20 يوليو، أو اجتماع للمجلس الاقتصادى على المستوى الوزارى لإعداد الملف الاقتصادى و الاجتماعى للقمة، ثم اجتماع تحضيرى لوزراء الخارجية العرب للتحضير للقمة والمقرر له 23 يوليو الجارى بنواكشوط.
وكانت موريتانيا قد بدأت رسميا قبل عدة أسابيع بحملة دبلوماسية واسعة النطاق تحضيرا للقمة ، وهي الحملة التي حققت نتائج إيجابية تنبئ عن انعقاد قمة تاريخية وناجحة بكل المقاييس بدأت ملامح مدخلاتها ومخرجاتها تتحدد.
و اقتبس في هذا " المقال " من تصريحات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز من مدينة النعمة في الثالث من مايو المنصرم، حيث قال " إن موريتانيا قررت استضافة القمة العربية لأول مرة في تاريخها، و أنه أبلغ القادة العرب بضرورة تنظيم قمة نواكشوط ولو تحت الخيام..".
وتحدث الرئيس ولد عبد العزيز" عن المكاسب الدبلوماسية التي حققتها موريتانيا بما فيها رئاسة الاتحاد الإفريقي، والحضور الدولي البارز على المشهدين الاقليمي والعالمي، وأن موريتانيا عززت حضورها بعد أن كانت غائبة ومغيبة..".
وفي ذات السياق فإن قرار استضافة القمة العربية العادية لـ27 يعتبر قرار شجاع وجريئ اتخذه رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، وتحدي جديد لرئيس الجمهورية بعد نجاحه في الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي ونجاحه في قيادة البلد إلي بر الأمان..
ومثل القرار بقبول استضافة موريتانيا للقمة العربية النجاح الأول، ومثل التجاوب الداخلي المنقطع النظير معه لكل أوساط الشعب الموريتاني المرحب بانعقاد القمة رافعة لاحتضان حدث عربي رائد أصبح شأنا وطنيا وقوميا مجمعا عليه ، كما مثلت المواقف العربية الأخوية الداعمة للقمة وترحيب معظم القادة العرب بالمشاركة فيها نجاحا كبيرا خلق ديناميكية هائلة لتفعيل العمل العربي المشترك والارتقاء به نحو بر أمان جديد .
وكانت موريتانيا دائما رائدة في توطيد اللحمة العربية الإفريقية في الأوقات الصعبة ودورها كان فاعلا سنة 1973 في تحفيز وتأطير مقاطعة الدول الافريقية لإسرائيل تضامنا مع القضية العربية.
وهنا يتطلب أن يتركز خطاب الإعلام الوطني بشقيه العمومي والخصوصي خلال الفترة المحضرة للقمة نواكشوط العربية، و التي بدأت وتستمر لغاية منتصف يوليو 2016 على تحقيق الأهداف التالية:
ــ حشد الدعم الداخلي للقمة وتنوير الرأي العام الوطني حول تحضيراتها وحول ضرورات مساهمات الفاعلين وقادة الرأي الوطنيين وأصحاب الخبرة وعامة المواطنين كل من موقعه في إنجاحها.
ــ تطوير خطاب إعلامي يركز على القواسم العربية المشتركة والتعاون البيني ، ولم الشمل ومكافحة الارهاب ومواجهة التطرف والغلو انتهاج الوسطية وتفعيل آليات التنسيق والتكامل بين مكونات الوطن العربي الكبير.
ــ تسويق ما تنعم به موريتانيا من حرية وتعددية وأمن واستقرار ، وتشكيل ذلك لأرضية صالحة لاستضافة القمم واحتضان الأشقاء..
ــ تثمين دور موريتانيا العربي والإفريقي في الماضي والحاضر بوصفها أرض التلاقي والتفاعل والتكامل واستشراف مآلات مشرقة لهذا الدور.
ــ تسويق نجاحات البلاد الدبلوماسية ودورها الفعال في إطار تكديس الشرعية الدولية.
ــ مواكبة الجهد الديبلوماسي الذي تقوم به حكومة الوزير الأول يحي ولد حدمين لتأمين حضور عربي فاعل للقمة نواكشوط العربية.
ــ مواكبة جهود الجامعة العربية التحضيرية للقمة.
ــ التحضير الإعلامي الاستشرافي لمجريات القمة، و مواكبة الجهود الداخلية التحضيرية لهذه القمة بالذات.
كما يتطلب نجاح القمة العربية إعلامياــ اعداد حزمة برامج ومطبوعات وثائقية تدور حول العمل العربي المشترك ودور موريتانيا في المحافل العربية ودورها على صعيد التواصل العربي الافريقي،وتسويق الجهد التحديثي الشامل الذي تشهده موريتانيا في شتى المجالات و إشراك الإعلام الخصوصي بكل مكوناته تصورا وتنفيذا وتقييما ودعمه ليقوم بدوره كاملا ، كما تتطلب إشراك الجاليات الموريتانية في الخارج ، وتفعيل دور هيئات المجتمع المدني لكي تشكل دعامات للخطاب الاعلامي الوطني داخليا وخارجيا، وكذلك وضع آليات فعالة لضبط العوامل التقنية في الميدان ووضع برمجة محكمة لإدارة وتغطية إيجازات ونقاط ومؤتمرات صحفية في إطار القمة ومواكبة لها.
ضبط التغطيات المباشرة وتأهيل الفرق الاعلامية الوطنية المكلفة بذلك
تعميق التفكير في إيجاد آلية مركزية موحدة للبث التلفزي المباشر تديرها التلفزة الموريتانية بالتنسيق مع القنوات الأخرى ، وآلية مماثلة للبث الإذاعي تديرها إذاعة موريتانيا، والتفكير في محاولة منح أسبقية حصرية في نشر الوثائق الكاملة المكتوبة للوكالة الموريتانية للأنباء .
التفكير في توظيف وسائل التبادل البرامجي التلفزي والإذاعي والمكتوب بين وسائل الاعلام العربية وتصويب ذلك ليكون داعما لمركزة التغطية.
الاستعداد التام لتنظيم كل الخرجات الصحفية يطلبها الضيوف الكرام أو يوافقون عليها.
أما بالنسبة لفترة ما بعد القمة تتم بالتركيز على شرح التوصيات التي يتضمنها البيان الختامي للقمة "إعلان نواكشوط" ، وتثمين الجهد الموريتاني الذي ساهم في انجاح القمة العربية بنواكشوط ، وفتح آفاق جديدة أمام العمل العربي المشترك بين كافة الدول العربية وبلادنا .
ومهما يكن من أمر فإن موريتانيا سبق لها أن نجحت قبل سنوات في تنظيم مؤتمرات واجتماعات، وتنظيم قمم سياسية هامة إقليمية ومغاربية وأمنية ودينية، وبرهنت للعالم أنها أصبحت رقما صعبا لا يستهان به في المنطقتين العربية والإفريقية بصفة خاصة وفي العالم بشكل عام في تنظيم تلك القمم، و يمكن القول بإنها ستنجح في عقد القمة العربية في 25 من الشهر الجاري.