يعيش نزلاء مركز تكوين واعادة تأهيل القصر المتنازعين مع القانون في الميناء ظروفا معيشية ونفسية غاية في الصعوبة , رغم الإمكانيات المادية التي ترصدها الدولة في ميزانيتها السنوية لإعادة تأهيل القصر الجانحين لتوفير ظروف معيشية لائقة علي نفقة دافعي الضرائب الموريتاني, لتمكين الأطفال الجانحين من اعادة دمجهم في المجتمع .
المصادر من داخل المركز الذي يديره محمدفال ولد يوسف نائب اللجنة الشبابية في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم , تتحدث عن استحواذ ولد يوسف علي ميزانية المركز ما ادي الي الوضع المزري الذي يرزح فيه نزلاء المركز البالغ عددهم الآن 26 طفلا غالبيتهم من شريحة "لحراطين" , رغم ان الحكومة خصصت ميزانية تناهز الستين مليون أوقية لتغذية واعادة تأهيل نزلاء المركز أي بمعدل خمسة ملايين شهريا , تقوم ادارة المركز بتغذية النزلاء بمعدل وجبتين يوميا غالبا ما تكون معدة بالدجاج المستورد , وتسلك ادارة السجن طرائق متعددة للتحايل علي الرأي العام والمراقبين والهئات الدولية حين تقوم في بعض المناسبات التي يكون فيها المركز تحت الأضواء بنحر رأس أو اثنين أمام الكامرات والمراقبين حتي اذا انتهت فصول المناسبة اعلاميا نقلت لحوم تلك النحائر الي ثلاجات منزل المدير محمدفال ولد يوسف وبعض اعوانه في تفرغ زينة ليكون من نصيب الأطفال النزلاء تلك الصور التي يشاهدونها في تلفزيونات رديئة كثيرا ماتكون معطلة بفعل راءة العناية بالخدمات داخل المركز .
ولايقتصر فساد ادارة المركز حاليا علي هذا فقد اكتتب المدير محمدفال ولد يوسف 12 مكوننا ومرشدا اجتماعيا وامام مسجد وطباخين وعمال نظافة من وسطه الإجتماعي برواتب تجاوزت مأتي الف أوقية للواحد , وحسب مصادرنا فإن من بين من تم اكتتابهم علي انهم مرشدين ومكونين من لايحملون أية شهادات في مجالات الإختصاص وحتي ان بعضهم بلاشهادات اصلا فقد تم اكتتابهم بطريقة الزبونية والمحسوبية التي شكلت نهجا في ماضي وحاضر الرجل في التعاطي مع الشأن العام .
وبسبب سوء الإدارة والإهمال فقد شهد المركز هروب أربعة من نزلائه , في ظروف لاتزال ملابساتها غامضة الي اليوم , وقد استطاع المدير محمدفال ولد يوسف التعتيم علي الحادثة لتظل بعيدة عن الأضواء الإعلامية ما ادي الي غياب التحقيق فيها لمعرفة ما اذاكان الهروب ناتجا عن تقصير في أمن السجن , أم ان وراء حادثة الهروب تدبيرا تشترك فيه ادارة السجن مع جهات أخري لها مصلحة في تهريب النزلاء القصر .
رواد المركز من ذوي الأطفال المعتقلين يتحدثون عن استشراء الفساد الأخلاقي في ادارة السجن , اذ اشتكي بعض السيدات اللائ يرتدن المركز لزيارة اطفالهم من التحرش اللفظي من قبل العاملين فيه , فيما تحدث البعض منهم عن تحول مكاتب الإدارة في ساعات النهار المسائية الي وكر استقطاب لبائعات الهوي والمخنثين الشيئ الذي اكده بعض جيران المرطز من ساكنة المقاطعة .
وتتويجا للسياسة التي تتبعها الحكومة في خلق أماكن ايواء مناسبة للأطفال المتنازعين مع القانون واعادة تأهيلهم فقد مولت منظمة "أرض الرجال " مركزا مماثلا في مدينة انواذيبو قيد الإنشاء كتوسعة لمركز أنواكشوط , وقد فازت بمقاولة تشييده مقاولة علي صلة بالمدير العام ولد يوسف.
بقاء الرجل في منصبه في ظل سياسة محاربة الفساد المالي التي ينتهجها النظام الحالي تطرح اكثر من علامة استفاهم واستغراب , فالرجل له ماض في انظمة الفساد البائدة فقد أدار اتحادية كرة القدم في نظام ولد الطائع والمتابعون للشأن الكروي اذ ذاك يعرفون ما آلت اليه أوضاعها , وعلي الصعيد السياسي فالرجل لايمتلك وزنا سياسيا وانتخابيا في مسقط راسه , فقد طرده شباب لكوارب خلال آخر زيارة يؤديها رئيس الجمهورية للمدينة, كما أنه لايمتلك الحق في الصفة التي يتمتع بها حاليا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية, اذ يشغل حاليا منصب نائب رئيس اللجنة الشبابية في الحزب وهي الصفة التي لايمت لها بصلة فقد تجاوز الخمسين من العمر فهو من مواليد 1961 , فبأي حق يشغل منصبا قياديا في لجنة شبابية .
وللرجل ماض في التزلف للحكام فقد افرش "دراعته " لولد الطائع في مطار النعمة بين بوابة الطائرة وبداية البساط الأحمر حين رست به الطائرة في المطار خلال احدي الزيارات.